تناقلت صفحات الفيس بوك كاريكاتير للرئيس الامريكي أوباما يتصل هاتفيا بالرئيس الروسي بوتين ويسأله ماذا ستتناول في عيد الشكر فيرد عليه الرئيس الروسي: تركي وهو الاسم الشعبي للديك الرومي الذي يتناوله اغلب الناس في هذا العيد.

من الواضح ان تركيا تورطت في اسقاط طائرة السوخوي الروسية سواء كان الحادث تصرفا فرديا او تدخلا من قوى داخلية او كان بناء على ايعاز خارجي لتحجيم الدور الروسي وتسقيطه في سوريا خاصة وان من يقف وراء العملية يعرف ان روسيا القوة الدولية العظمى لن تدخل حرب شاملة ضد تركيا بسبب اسقاط طائرة وهو ما حدث فعلا اذ أعلنت روسيا انها ليست بصدد شن حرب ضد تركيا ولكن عدم اعلان الحرب لا يعني بالضرورة سكوت الدب الروسي.

اغلب الضن ان الروس على عكس الكثير من التوقعات ينظرون الى الامر على أساس الخير فيما وقع للتخلص من الصداع المزمن الذي تسببه لهم تركيا او على الأقل تخفيف حدة الامه المزعجة ولذلك فالرد الروسي سيأتي بالتأكيد بهدوء وعلى مراحل ابتداء من تقليص حجم التبادل التجاري بين البلدين اذ لم يكن الغائه بالكامل والذي يتجاوز العديد من المليارات مرورا بإيقاف الحركة السياحية التي أيضا تغذي السوق التركي بالمليارات مما يعني تعرض الاقتصاد التركي لهزة عنيفة وتراجع خطير وازمات حادة ناهيك عن المشاكل التي يمكن ان يخلقها الروس للجار التركي الذي طعنهم من الخلف والذي يتدخل في دول البطن الرخو لروسيا الاتحادية منذ سنوات ومن المتوقع ان يلجأ الروس الى تقديم العون والمساعدات المنظورة وغير المنظورة لكل القوى المعارضة ضد النظام التركي الحالي وفي مقدمتهم حزب العمال الكوردستاني الذي من الممكن ان يحصل على أسلحة نوعية متطورة وصواريخ ارض جو لا لإسقاط طائرة تركية مقاتلة واحدة وانما لتحييد القوة الجوية التركية التي تشن غاراتها باستمرار على معاقل الحزب وخطوط امداداته واذا ما حدث هذا فان الفرع السوري للحزب والمتعاطفين معه والذين يشكلون القوة الضاربة الرئيسة في القتال ضد ارهاب ما يسمى بالدولة الإسلامية سينسحبون من التعاون والتنسيق الحالي مع الولايات المتحدة وحلفائها والتي بمجموعها لم تستطع حتى الان إيجاد قوة مقاتلة مؤثرة على الأرض ضد الإرهابيين حتى خطط أمريكا لتحرير الرقة تراوح في مكانها اذ بدون مشاركة الكورد لا يمكن تصور تحقيق أي نجاح استراتيجي ومن الممكن ان تقوم قوات المقاومة الكوردية في المستقبل القريب بالاتفاق مع دمشق بوساطة روسية وشرط ضمان منح الكورد الحكم الذاتي في مناطقهم وهو امر لم يستبعده النظام السوري في التصريحات الصادرة عنه مؤخرا.

ما سبق يعني المزيد من المشاكل والصعوبات امام الحكومة التركية الجديدة وازمات اقتصادية وحرب استنزاف داخلي ودور مهمش وثانوي في المنطقة عامة وسوريا خاصة وتراجع حاد في قدرة تركيا على التدخل هنا وهناك واثارة المتاعب للدب الروسي.

اسقاط الطائرة الروسية أيضا سيؤثر سلبا على الدور الأمريكي في المنطقة فيما يمكن تصويره بانقلاب السحر على الساحر هذا الدور الذي فشل طيلة الأربع سنوات الماضية من تحقيق أي اختراق او تقديم أي حل واقعي للازمة السورية ولابد للسيد كيري ان يقبل بلافروف كعراب المرحلة القادمة بما فيها تنفيذ اتفاقية فيينا الأخيرة ويبقى السؤال المهم والملح هو لم أقدمت تركيا على هذه الخطوة اللامسوؤلة؟ وهل تفكر جديا في تقديم اعتذار لوقف تداعياتها ام انها ستواصل هذه السياسة الخطيرة وتتحمل عواقبها هذا ما ستكشفه الاحداث القريبة القادمة.

[email protected]
&