من المعروف أنَّ الصحفي الرياضي العربي يُواجه العديد من المعوّقات والتحديات في مجال عمله، سواء أكانت مادية أو مهنية، تقنية أو ثقافية.

من أهم المعوّقات المهمّة العنصر المادي التي تواجه الصحفي الرياضي العربي، وتبدأ من قلة الموارد المالية التي تخصص للتغطية الرياضية، سواء من قبل المؤسسات الإعلامية التي يعمل لديها، أو من قبل الجهات المنظمة للأحداث الرياضية، ما جعل الكثير من الصحفيين المتميزين وأصحاب أقلام شهيرة يبتعدون كلياً عن الكتابة والجلوس في بيوتهم بعد أن أفنوا سنوات من عمرهم في هذه المهنة، وانتهاء بالعامل المادي الذي يوثّر على قدرة الصحافي على الحصول على المعلومات والبيانات والشهادات والتحليلات اللازمة لإنجاز عمله بشكل متكامل وموضوعي، كما يؤثّر على إمكانية تطوير مهاراته ومستواه المهني من خلال المشاركة في دورات تدريبية وورش عمل ومؤتمرات متخصصة، على عكس ما يحدث هنا في أوروبا حيث الاهتمام الكبير بالصحافي الرياضي عبر دعمه من قبل المؤسسة التي يعمل بها، ويمكن أن يحصل على مبلغ مالي كبير جرّاء قيامه بتحقيق صحافي رياضي، وربما هذا المبلغ لا يحصل عليه الصحافي الرياضي العربي خلال عمله طوال سنة أو أكثر.

ومن المعوّقات المهنية التي تواجه الصحافي الرياضي العربي ضعف التكوين والتأهيل الأكاديمي والعملي للكثير من الصحفيين في هذا المجال، خاصة في ظل انتشار ظاهرة التحوّل من صحافي عام إلى صحافي رياضي دون دراسة أو تخصص أو خبرة سابقة، وهذا ينعكس على قدرة الصحافي على فهم وتفسير ونقل الأخبار والأحداث الرياضية بشكل صحيح ودقيق ومهني، وينعكس على مستوى لغته وأسلوبه وإبداعه في كتابة التقارير والمقالات والتعليقات الرياضية.

أما المعوقات التقنية التي تواجه الصحافي الرياضي العربي، فهي عدم توافر أحدث الأجهزة والبرامج والتطبيقات التي تساعده على أداء عمله بشكل أسرع وأسهل وأفضل، سواء في مجال جمع المعلومات أو تحريرها ونشرها، وهذا ما يجعل الصحافي يتخلف عن مستجدات الرياضة، ويرضخ للمنافسة من قبل وسائل إعلام أخرى تستخدم التكنولوجيا بشكل ٍفعال وإبداعي.

إقرأ أيضاً: الفرق بين المدرب العربي والأجنبي

ومن أبرز المعوقات في المجال الثقافي التي تواجه الصحافي الرياضي العربي هي نقص التثقيف والتوعية لدى الجمهور العربي بأهمية وقيمة الرياضة كنشاط إنساني واجتماعي وثقافي، ليس فقط كمتعة أو تسلية، ما يؤدي إلى عدم الاهتمام وتقدير للعمل الصحافي الرياضي، والانتقاد البناء له، كما يؤدي إلى تفشّي ظواهر سلبية مثال: التعصب والتحيّز والتشهير والإساءة في التعامل مع الأخبار والأحداث والشخصيات الرياضية، وربما أيضاً على درجة من الأهمية تواجه الصحافي الرياضي العربي هو ضعف مستوى الرياضة العربية، والتي توثر على اهتمام الشركات والمؤسسات التجارية بالرياضة على الصعيد الاعلاني والتوجه إلى نجوم الفن والموسيقى، مما يؤدي إلى قلة الموارد الإعلانية، وبالتالي انعدام البرامج الرياضية والصحف والمجلات، لأنَّ العمود الفقري لأي برنامج رياضي، أو لقناة تلفزيونية رياضية هي الدعم الاعلاني الذي يَضخّ المال لاستمرارية تلك البرامج والمطبوعات، وبالتالي تنعكس على مقدم البرنامج والعاملين فيها، وهذا ما ينطبق أيضاً في الصحف والمجلات الرياضية الورقية أو الإلكترونية.

إقرأ أيضاً: البرازيليون يرضعون كرة القدم مع حليب أمهاتهم؟

إنَّ هذه المعوّقات تشكل تحديات كبيرة للصحافي الرياضي العربي، وتتطلب منه جهوداً مضاعفة للتغلب عليها والارتقاء بمستوى عمله وإسهامه في تطوير الإعلام الرياضي العربي، كما تتطلب من المؤسسات الإعلامية والجهات المعنية، كالاتحادات الوطنية، مثل اتحاد كرة القدم الذي يتمثل بدعم وتشجيع وحماية الصحفي الرياضي العربي، كون الاتحادات الكروية العربية تتلقى ملايين الدولارات سنوياً من قبل الاتحاد الدولي "فيفا"، ومن الضرورة أن يذهب جزء من هذه الأموال إلى دعم الصحفيين الرياضيين، لأنهم يعدون جزءاً مهماً في تطوير اللعبة، ونشر الثقافة الرياضية، وتوفير الظروف المناسبة لهم لأداء رسالتهم بشكل مستقل لافت ومحترف.