علي اوحيدة من بروكسل: تبذل الدوائر الاتحادية الاوروبية المسؤولة جهودا كبيرة لاحتواء تداعيات أزمة الرسوم الدنمركية الساخرة التي طالت شخص الرسول الكريم وتريد دفع الطرفين العربي والدنمركي إلى تجاوز ما قد يتسبب في إذكاء حرب الحضارات
وكشفت المصادر الأوروبية في بروكسل ان رئيس وزراء الدنمرك اندريس فوغ راسموسان والذي بات يواجه داخل بلاده ضغوطا من ثلاث جهات رئيسة توجه بطلب عاجل للمستشار النمساوي فولغانغ شيسال الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والى مانوال باروزو رئيس الجهاز التنفيذي الاوروبي للتدخل لدى الدول العربية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي لوقف اتساع ظاهرة مقاطعة السلع والبضائع الدنمركية وفي بعض الحالات النروجية.
وبينت المصادر ان راسموسان /يميني محافظ/يواجه انتقادات حادة من المعارضة الديمقراطية واليسارية بسبب تردده حتى الآن في انتقاد الرسوم الساخرة المشينة وتستره بتبرير حرية التعبير كما يتعرض لضغوط مفتوحة من قبل المنصاعين ورجال الأعمال الدنمركيين العاملين في البلاد العربية والذين باتوا يخشون على مستقبل تعاملهم مع المنطقة.
كما ان تحركات الجالية الإسلامية في الدنمرك والتي عبرت نهار الثلاثاء عن موقف معتدل تثير مخاوف السلطات في كوبنهاغن. وفيما أغلقت مؤسسات دنمركية عددا من فروعها فان العديد من رجال الأعمال الدنمركيين عدلوا عن التحول للمنطقة في هذه الفترة بعد صدور توجيهات لهم في هذا الاتجاه.
وحاولت الدنمرك في تحرك أول تجنيد المفوضية الاوروبية في مواجهتها مع الدول العربية ومطالبة أوروبا بإبداء تضامن سياسي معها في مرحلة أولى ودعم أي تحرك لها.
وجرت اتصالات سعودية أوروبية على هامش لقاء دافوس الأخير في سويسرا تناولت هذا الجانب ولكن خبراء المفوضية الاوروبية ابلغوا مفوض التجارة الأوروبي بيتر مندلسون الذي اشرف على الاتصالات في دافوس شخصيا وهو أحد كبار مناصري الدنمرك داخل الجهاز التنفيذي الأوروبي انه لا تتوفر المسببات القانونية لأي شكوى ضد المملكة العربية السعودية كما لوح بذلك أو أي دولة أخرى بسبب مقاطعة البضائع الدنمركية لان المقاطعة يقوم بها المواطنون والمستهلكون والخواص وليس الحكومات العربية.
وعانت إسرائيل داخل أوروبا نفسها خلال السنوات الأخيرة وفي عدة دول وآخرها النروج من مقاطعة شعبية لمنتجاتها ولم يتسن لها مقاضاة الاتحاد الأوروبي او أي دولة بعينها .
وتقول المفوضية الاوروبية إن الدول الاوروبية جميعها متمسكة بمبادئ حرية التعبير وضمانه لكافة متساكنيها
ولكن المفوضية سارعت أيضا للتوضيح وحسب المتحدث الرسمي باسمها يوهاناس لايتماير ان حرية التعبير لا تجيز أي شيء وتحت أي تبرير ومهما كانت طبيعته في إشارة إلى أنها لا تؤيد الموقف الدنمركي .
وامتنع كبار المسؤولين الأوروبيين عن الدخول في هذه الإشكالية رغم محاولات الدنمرك جر أوروبا إلى موقف اكثر وضوحا خلال الاجتماع الأخير لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
التعليقات