العرب يدعون واشنطن لإدراج الجولان في أنابوليس

الأسد وخوان كارلوس يبحثان أنابوليس

سعود الفيصل ساخراً: مشمش quot;التطبيعquot; خلص موسمه
سوريا تشارك في أنابوليس بعد إدراج قضية الجولان

نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام اجتماعهم الطارئ في مقر الجامعة العربية في القاهرة اليوم الجمعة، أقر وزراء الخارجية العرب المشاركة في مؤتمر quot;أنابوليسquot; للسلام في الشرق الأوسط الذي ترعاه الولايات المتحدة ودعت إليه أربعين دولة، في مسعى منها لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل على أسس جديدة، تستند إلى رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش القائمة على فكرة تعايش دولتين إسرائيلية وفلسطينية .

وخلال مؤتمر صحافي مشترك للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، بصفته رئيس لجنة مبادرة السلام العربية،rlm; وعمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أعلن الفيصل أن بلاده سوف تشارك في أعمال المؤتمر، ولم يخف تردد بلاده في المشاركة حتى اللحظات الأخيرة، غير أنها وافقت نزولاً على الإجماع العربي بالموافقة على الحضور، واستبعد تماماً أن تكون هذه المشاركة أحد أشكال التطبيع، مؤكداً أن هذا الأمر تحكمه مبادرة السلام العربية، التي تتحدث عن قيام علاقات طبيعية عربية مع إسرائيل بعد الانسحاب الإسرائيلي الكامل منالأراضي العربية .

المشاركة السورية
ولم يستحوذ المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أجندة اجتماع وزراء الخارجية العرب، فقد وجهت عدة أسئلة للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وعمرو موسى أمين عام الجامعة العربية خلال مؤتمرهما المشترك عقب الاجتماع الوزاري تتعلق بمشاركة سورية في مؤتمر أنابوليس، وهو ما أشار إليه موسى بأن قرار المشاركة عربي بالإجماع، غير أنه استدرك قائلاً إن هناك quot;تربيطاتquot; لم تزل قيد البحث حتى الآن، في إشارة إلى ما تحدث عنه الوزير السوري وليد المعلم من أن بلاده لاتزال تعلق مشاركتها في المؤتمر على الرد الأميركي على خطاب رسمي يؤكد إدراج قضية الجولان على جدول أعمال المؤتمر وفي بيانه الختامي .

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، quot;وعدت برد ايجابيquot; على الطلب الذي ارسله اليها الليلة الماضية الوزراء العرب بإدراج ملف الجولان صراحة على جدول اعمال الاجتماع الدولي .

وفي وقت لاحق نقلت وكالة الانباء السورية الحكومية عن وزير الخارجية السوري قوله : quot;إن الولايات المتحدة بعثت بتأكيدات بانها ستضمّن المسار السوري الاسرائيلي (الجولان) على جدول أعمال اجتماع أنابوليسquot;، غير أن سورية سوف تقرر ما اذا كانت ستحضر عندما تتلقى جدول الاجتماع .

وتواترت خلال الأيام القليلة الماضية تصريحات لمسؤولين سوريين أكدوا فيها أن دمشق لن تشارك في الاجتماع الذي سينطلق يوم 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، إلا إذا كانت مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 مدرجة على جدول الاعمال .

التطبيع والمشمش
وفي سياق رده على سؤال حول تصريح سابق له قال فيه إن التطبيع مع إسرائيل سيحدث quot;في المشمشquot; وما إذا كان موسم المشمش قد حان قطافه، قال الفيصل ساخراً: quot;المشمش خلص موسمهquot;، وأضاف قائلاً إن التطبيع قرار عربي يرتبط بما تضمنته المبادرة العربية، و quot;نحن غير مستعدين أن نكون جزءا من عمل مسرحي في الاجتماعات، المصافحات واللقاءات التي لا تعبر عن الموقف السياسي نحن غير مستعدين لهاquot;.

ويرى مراقبون أن المشاركة السعودية في مؤتمر quot;أنابوليسquot; من شأنها أن تدعم قدرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الوصول إلى اتفاق وتساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على كسب تأييد الاسرائيليين لمثل هذا الاتفاق بالتلويح بسلام أوسع نطاقا مع العالم العربي .

وأوضح الفيصل أن البيان الصادر عن اجتماع اللجنة خلص إلى أنه بعد الاستماع إلى محمود عباس ودعما للموقف الفلسطيني واستنادا للمبادرة العربية للسلام، في ضوء ما لمسته اللجنة من الموقف الأميركي، بأن يتناول جدول أعمال المؤتمر عملية السلام في إطار شامل وكامل، فقد قررت لجنة متابعة السلام العربية قبول الدعوة لحضور مؤتمر أنابوليس لبحث عملية السلام في إطار المرجعيات المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربيةquot;.

مخاوف وطموحات
وتضغط واشنطن بشدة لأجل نجاح هذا المؤتمر، لكن مع ذلك يبقى من غير الواضح إلى أي مدى يمكن أن يذهب اليه في معالجة القضايا الجوهرية، وهي : الحدود والمستوطنات والأمن ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين، وهي المعضلات المزمنة التي استعصت على محاولات سابقة لانهاء الصراع التاريخي بين الفلسطينيين وإسرائيل .

ولا يخفي مراقبون ومحللون سياسيون في القاهرة عدم تفاؤلهم بشأن مؤتمر quot;أنابوليسquot;، مشيرين الى أن إسرائيل تحاول أن تفرغ المؤتمر من مضمونه، ورأى المراقبون أن وحدة الموقف العربي وتنسيق المواقف من شأنه أن يضع العالم في صورة الحدث الحقيقي في الأراضي الفلسطينية ويمنع إسرائيل من الاستمرار في المناورة والهروب من الخطوات الحقيقية لتحقيق السلام وفق المرجعيات الدولية .

وطوال الأيام الماضية سعى مفاوضون إسرائيليون وفلسطينيون للتوصل الى وثيقة مشتركة قبل المؤتمر تتناول القضايا الجوهرية بشكل عام، غير أن القاهرة أعربت عن شكوكها حيال إمكانية الانتهاء من هذه الوثيقة قبل يوم الثلاثاء، حين تنطلق أعمال مؤتمر quot;أنابوليسquot;.

وأكد المراقبون الذين تحدثت معهم (إيلاف) أن الجانب الفلسطيني بحاجة إلى مساندة عربية قوية في مواجهة الضغوط الإسرائيلية، وفي التصدي لتوجهات أولمرت الذي يصر على عدم تقديم أي مقابل يخالف الرؤية الإسرائيلية التقليدية لمسار عملية السلام، وأكد المراقبون أنه دون موقف عربي موحد يقف ضد هذه الرؤى ويبقي مبادرة السلام العربية مطروحة بقوة على الساحة كمرجعية فإنه يصعب تحقيق إنجاز ملموس على طريق عملية السلام على نحو ترضى عنه كافة الأطراف .