بعد مخاض ثلاث جلسات لـ57 وزيراً إسلامياً:
اللمسات الأخيرة على بيان قمة مكة الطارئة

إقرأ أيضا

جدة مدينة لايمكن الوصول إليها مؤقتاً

افتتاح اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي

العاهل السعودي يأمل أن تعيد قمة مكة الثقة بالنفس

خلال منتدى الرياض الاقتصادي:
رجال الأعمال يطالبون بتطبيق نظام الإقامة الدائمة وإلغاء الكفالة

قمّة مكة تغير مسمّى منظمة المؤتمر الإسلامي

سلطان القحطاني من جدة: يجري وزراء خارجية 57 دولة إسلاميّة مباحثاتهم عبر ثلاث جلسات متتالية اليوم الثلاثاء للخروج بصيغة نهائية للبيان الختامي للقمة الإسلامية الطارئة التي تبدأ أعمالها يوم غد الأربعاء في مكة المكرمة برئاسة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز،في قمّة طارئة تُعد الثالثة من نوعها منذ تأسيس المنظمة قبل أكثر من ربع قرن.

كلمة سمو الامير سعود الفيصل

ويمُثل الوفد السعودي في مباحثات وزراء الخارجية التي تجري في هذه الأثناء الوزير السعودي المعتـّق غازي القصيبي الذي يتولى وزارة العمل السعودية،على الرغم من أن أغلب الوفود الوزارية التي تمثل حكومات دول منظمة المؤتمر الإسلامي يترأس وفودها وزراء الخارجيّة،في حين يتولى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل رئاسة الجلسة برمتها.

القصر الذي يعقد فيه المؤتمر بمكة

ومازال رؤساء الدول الإسلامية المشاركة يتوافدون إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر تمهيداً للتوجه إلى مكة حيثُ مقر القمة،في حين سيكون لزاماً على أعضاء الوفود الذين لا ينتمون إلى الديانة الإسلامية البقاء في جدة،ومتابعة فعاليات القمة عبر شبكة بث تلفزيونية مباشرة.

ويشهدُ قصر المؤتمرات المحاذي للساحل إكتظاضاً من قبل الوفود الوزارية المشاركة،والإعلاميين الدوليين الذين يتناثرون في ردهات مقر المؤتمر،منافسين بذلك تواجد رجال الأمن أنفسهم،في مايمكنُ إعتباره علاقة جدلية بين الطرفين،بينما خفّت حدة الطوق الأمني الذي عزل قصر المؤتمرات والساحل عن بقية مدينة جدة يوم أمس الأثنين.

وفي افتتاح اعمال الإجتماع الوزاري للدول الأعضاء بنظمة المؤتمر الإسلامي قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إحسان أوغلي أن أنظار العالم الإسلامي quot;تتطلع لما ستسفر عنه القمة الإستثنائية التي ستبدأ أعمالها غداًquot;،مشيراً إلى أن الأمل يحدوه في أن تكون هذه القمة نقطة تحول ومرحلة فاصلة في تاريخ التضامن الإسلامي.

وأعرب أوغلي عن تطلعه إلى إقرار برنامج العمل العشري للدول الإسلامية الذي يعتبر ملخصاً وافياً لأهم توصيات اجتماع العلماء والمفكرين المسلمين الذي انعقد في مكة المكرمة قبل شهرين مضيا،على خلفية اقتراح من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز،وهو أيضاً البرنامج الذي حوى كثيراً من أفكار ومقترحات لجنة الشخصيات البارزة التي شكلتها القمة القمة الإسلامية العاشرة في بوتراجيا 2003.

ولعل أبرز أكثر الملفات إلحاحاً على صعيد القمة الإسلاميّة الطارئة ملف إصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي وإشاعة الوسطية المستنيرة في عموم البلدان الإسلامية،في حين يصفُ مراقبون بأن سقف المنظة أكثر إنخفاضاً فيما يتعلقُ بملفات القضايا العربيّة الكبرى،خصوصاً الملفين الساخنين فلسطينياً وعراقياً.

وطالب وزير الخارجيّة السعودية الأمير سعود الفيصل الوزراء المجتمعين في الجلسة الصباحية اليوم الثلاثاء بمراعاة الدقة والإختصار في التقارير الوزارية التي سترفع لقادة بلادهم في مؤتمر القمة الطارئة التي تبدأ يوم غد الأربعاء.

وينظر وزراء الخارجية البلدان ال57 الاعضاء في المنظمة الذين بدأوا الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء اجتماعات تشاورية للكتل الاقليمية داخل المنظمة، في وثيقتي quot;بلاغ مكةquot; و quot;الخطة العشريةquot; لتطوير اداء منظمة المؤتمر الاسلامي والعمل الاسلامي المشترك قبل عرضهما على قادة الدول الاسلامية التي تضم زهاء خمس سكان العالم.

وقال الامير سعود الفيصل ان وثيقة quot;الخطة العشريةquot; التي quot;تقوم على توصيات ورؤى العلماء (..) وملاحظات الدول الاعضاءquot;، تركز على quot;وسائل معالجة ما يتعرض له الاسلام من هجمة شرسة من اعدائه وحتى من بعض ابنائه من اصحاب الفكر المنحرفquot;.
واضاف ان هذه الوثيقة تؤكد ايضا على quot;ترسيخ التعاون الاسلامي وحل مشكلات الدول الاعضاء وquot;تصحيح صورة الاسلام في العالمquot;.
واشار الى ان quot;بلاغ مكةquot; يشكل quot;رؤية عامة للواقع الذي تعيشه الامة الاسلاميةquot; ويؤكد انها quot;امة تدعو للخير وتنهى عن الشر (..) وتحرم الظلم والعدوانquot;. وتابع ان القمة تركز ايضا في هذا السياق على quot;اعادة هيكلة مجمع الفقه الاسلامي ليصبح مرجعية لامتنا تزيل تذبذب المرجعيات واختلاف الفتاوىquot; وكذلك الى تطوير هيكلية واداء منظمة المؤتمر الاسلامي quot;لتمكينها من اداء دورها.

ويدعو مشروع quot;بلاغ مكةquot; الدول الاسلامية الى quot;وقفة صادقة مع النفسquot; تقوم على اساس quot;كتاب الله وسنة رسولهquot; والى quot;التصدي بكل حزم لدعاة الفتنة والانحراف (...) وتطوير الانظمة لتجريم كل ممارسة للارهابquot;. ويؤكد مشروع الوثيقة quot;اولوية الاصلاح والتطويرquot; في العالم الاسلامي باعتباره اضحى quot;قناعةquot;، مشيرا في المقابل الى quot;قلق ازاء ظاهرة تنامي كراهية ومعاداة الاسلامquot;.