دعوات دولية لعراق جديد يدعمه العالم
إغتيالات تزامنًا معمؤتمر بروكسل

إيلاف، بروكسل، بغداد، وكالات: وعدت الأطراف المنظمة لمؤتمر العراق، الذي انعقد في بروكسل بحضور ثمانين دولة مع الأمم المتحدة، بدعم قوي للحكومة العراقية، معتبرة إن المؤتمر فتح صفحة جديدة سيولد فيها عراق جديد حرّ وديمقراطي، يشارك في بنائه جميع أبنائه". وزارنائب رئيس الوزراء العراقي أحمد الجلبيمقر هيئة علماء المسلمين في بغداد، وهي من أكبر المرجعيات السنية في البلاد، للتعرف على وجهة نظرها بشأن جدولة الانسحاب الأميركي من العراق ودعوتها إلى المشاركة في صياغة الدستور.

أميركا والاتحاد الأوروبي وجها نداءً مشتركًا للعالم لمساعدة العراق بعد الحرب، كما حثا الزعماء العراقيين على إشراك الأقلية العربية السنية في تحديد مستقبل البلاد، فيما نفذ أبو مصعب الزرقاوي أمس تهديده بتصفية أي شخصية من السنة تشارك في العملية السياسية في العراق، واختارت جماعته هدفًا، عضوًا في لجنة شكلها العرب السنة لتفاوض مع لجنة إعداد الدستور، مرشحًا لعضوية اللجنة هو جاسم محمد العيساوي.

وكان عيساوي استاذا في كلية الحقوق في جامعة بغداد، وكان قد دعي الى الالتحاق بلجنة صياغة الدستور العراقي الجديد، ولكنه رفض ذلك بعد ان تلقى تهديدات من المسلحين. وشهد الشهران اللذان مرا منذ تشكيل الحكومة العراقية الانتقالية هجمات مكثفة للمقاتلين الذين ينتمي اغلبهم الى اقلية العرب السنة، وقتل في هذه الهجمات ما يزيد على الف عراقي و120 جنديا أميركيًا.

وفي هجوم منفصل اغتال مسلحون مجهولون عضوًا في الحزب الاسلامي واستاذا جامعيا. كما شهد العراق - تزامنًا مع انعقاد مؤتمر بروكسل - سلسلة من التفجيرات باستخدام سيارات ملغومة.



الجلبي
وقالت مصادر الهيئة إنه لم يتم بحث أي قضية نظرا لتردي الأوضاع في الشارع العراقي متمثلا في عملية البرق التي وصفتها الهيئة بأنها تمثل إرهاب الدولة وتستهدف السنة. وقد تعهد الجلبي بنقل وجهات نظر رئيس الهيئة وأعضائها إلى مجلس الوزراء.

وتعتبر هيئة علماء المسلمين من الجهات التي تتخذ مواقف متشددة من المشاركة في العملية السياسية في ظل وجود القوات الأميركية في العراق.

على صعيد آخر، أصدرت جماعة أبو مصعب الزرقاوي بيانا نشر على شبكة الانترنت قالت فيه إن المؤتمر الدولي في بروكسل يستهدف هدم العراق وليس أعماره. وأضاف البيان أن الولايات المتحدة التي ضاق عليها الخناق في العراق باتت تستجدي في بروكسل لتجد من ينقذها من سقوطها. وكانت جماعة الرزقاوي تبنتتفجيرا انتحاريا بسيارة ملغومة استهدف دورية أميركية ادى الى مقتل ثلاثة مدنيين عراقيين وإصابة سبعة اخرين الاربعاء في مدينة الموصل بشمال البلاد. ولم يشر تقرير عسكري أميركي بشان الحادث الى وقوع اصابات بين الأميركيين. وقال الجيش الأميركي ان ثلاثة جنود قتلوا رميا بالرصاص قرب الرمادي يوم الثلاثاء.

كشف هوية انتحاري مانشستر
على صعيد آخر كشفت مصادر بريطانية امس هوية الشخص الذي توجه من مدينة مانشستر الى العراق ونفذ عملية انتحارية في بغداد في فبراير (شباط) الماضي. وقد كشف عن هوية ادريس بازيس، 41 سنة، بعد ان اعتقلت الشرطة اول من امس رفيقا له كان يقيم معه. وكلا الرجلين يحمل الجنسية الفرنسية.

اعتقالات لشبكات التجنيد للعراق
من ناحيتها، اعلنت مصادر قضائية فرنسية امس ان سبعة اشخاص تم استجوابهم في فرنسا في اطار التحقيق في الشبكات التي تنشط في مجال ارسال متطوعين فرنسيين للقتال في العراق. وبدورهم افاد مسؤولون اسبان ان القضاء الاسباني امر بحبس 8 رجال يشتبه في انهم متورطون في تجنيد مقاتلين للعراق.

سلسلة تفجيرات
وأدى هجوم ثلاثي باستخدام سيارات ملغومة الى مقتل 18 شخصا وإصابة 48 اخرين في حي يغلب على سكانه الشيعة ببغداد. وقالت الشرطة ان القنابل التي كانت مزروعة في سيارات متوقفة على ما يبدو انفجرت في حي الشعلة بعد حلول الظلام الامر الذي سبب اضرارا واسعة وسقوط عدد من الضحايا في الشارع الرئيسي بالحي قرب مطعم وورشة لاصلاح السيارات.

والطبيعة المنسقة للهجوم وهو الاحدث في موجة من العنف يشنها المسلحون وقتل فيها نحو 1200 شخص بينهم اكثر من 120 جنديًا أميركيًا منذ تشكيل الحكومة قبل شهرين هي سمة لتنظيم القاعدة. وقالت الشرطة ان انفجارا رابعا وقع في وقت متأخر يوم الاربعاء في بغداد مستهدفا قافلة لوزارة الداخلية دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

من ناحية ثانية، نجا مسؤول حزبي تركماني من محاولة اغتيال في كركوك.

إقرأ أيضًا

دعوات دولية لعراق جديد يدعمه العالم
إغتيالات تزامنًا مع مؤتمر بروكسل

بغداد: البحث عن 4 مفخخات يقودها سوري

رايس هاجمت سورية وامتدحت ايران للموقف من العراق

رايس تدعو من بروكسل جيران العراق الى منع تسلل الارهابيين
الجعفري يدعو لـ"خطة مارشال" لمساعدة العراق

تحويلات أموال مشبوهة قبل نقل السيادة في العراق
أميركا وأوروبا تحثان على ضمان دور السنة

أسلبورن
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ، جون أسلبورن، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في ختام أعمال مؤتمر العراق "إنّ الدول المانحة تتعهّد بدعم الحكومة العراقية الانتقالية". وأضاف "إنّ هناك التزامًا كبيرًا من الأسرة الدولية".

وأوضح أسلبورن أنّ مسألة كتابة الدستور - التي شدد البيان الختامي للمؤتمر على مشاركة جميع فئات المجتمع العراقي فيها - حظيت بالصدارة في اهتمامات المشاركين في المؤتمر الدولي. كما قال إنّ الملف الأمني حظي بدوره بأهمية في مناقشات المشاركين، مضيفًا أنّ المؤتمر عبّر عن إدانته للعنف الذي يستهدف الأبرياء من المدنيين. وأضاف إنّ المجتمع الدولي ملتزم بالمساعدة في بناء عراق جديد من خلال مزيد دعم عن طريق العملية السياسية وتدريب القضاة وأجهزة الدولة.

وفي اشادة باتفاق نادي باريس للدول الدائنة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على تخفيف الديون قال وزير المالية العراقي علي علاوي ان العراق بلغ "مرحلة متقدمة" في اعداد مقترحات بالنسبة لدائنين اخرين منهم الدائنين التجاريين.

وقال ان الحكومة الانتقالية ورثت ديونا قيمتها نحو 125 مليار دولار اضافة الى نحو 50 مليار دولار في صورة مطالبات بتعويضات حرب الخليج. وقال "ما ورثناه بعد انهيار الطغاة (نظام الرئيس المخلوع صدام حسين) هو دين ضخم ودولة غير عاملة مكرسة للحرب والقمع واقتصاد مشوه بشدة".

وحث البيان الختامي كبار دائني العراق على تخفيف سخي لديون بغداد وتعهد بدعم جهود العراق للانضمام الى منظمات مثل منظمة التجارة العالمية. غير ان هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي التزم الحذر بشان ما اذا كانت الكويت والسعودية مستعدتان لخفض الديون. وقال "نتلقى بعض الردود الايجابية" مضيفا ان بغداد تتوقع استئناف العلاقات مع الدولتين. وقال "اعتقد انهما (الكويت والسعودية) ستكونان داعمتين."

وتقول الحكومة العراقية انها ورثت ديونا قدرها 120 مليار دولار تراكمت اثناء حكم الرئيس السابق صدام حسين معظمها في فترة الحرب العراقية الايرانية التي استمرت من عام 1980 الى عام 1988 . وقدمت السعودية والكويت معظم الاموال لتغطية تكلفة الحرب.

الجعفري
ووجه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري نداء لاعادة بناء البلاد وتقديم المساعدة للتصدي للمقاتلين وقال إنه "صراع إرادات بين الخير والشر".

رايس
من ناحيتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس انه "حان الوقت" لكي تتحمل سورية "مسؤولياتها" ولا سيما عبر مراقبة حدودها مع العراق، واضافت "هناك مشكلة حقيقية" على الحدود العراقية السورية. وتابعت "لدينا قوات بالقرب من هذه الحدود ونعرف من يجتاز هذه الحدود".

وقالت في مؤتمر صحافي بعد المؤتمر الذي حضرته نحو 80 دولة ومنظمة "من المؤكد ان هذا عراق سيكون على الارجح عنصر استقرار في المنطقة على خلاف عراق صدام (حسين)".

واتهم فاروق الشرع وزير الخارجية السوري الولايات المتحدة دون ان يذكرها بالاسم بحرمان دمشق من الحصول على اجهزة مراقبة متطورة من شانها مساعدتها في حراسة الحدود. وقال ان "الطرف الذي يحول دون تامين سورية للحدود بشكل افضل هو نفسه الذي ينتقد سورية بشدة."

دمج السنة
وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والقوى الاخرى الهدف المعلن للحكومة العراقية بدمج الاقلية من السنة العرب التي كانت لها السيادة في السابق في العملية السياسية بعد ان امتنع كثيرون منهم عن التصويت في انتخابات ما بعد الحرب في يناير /كانون الثاني. وقال وزير الامن العراقي انه على اتصال من خلال وسطاء مع بعض المقاومين القوميين المناهضين للولايات المتحدة ويحثهم على التفاوض وقطع اي علاقات مع اولئك العازمين على شن حرب مقدسة او اعادة صدام حسين.

وكان العرب السنة الذين يؤلفون نحو 20 في المئة من سكان العراق البالغ عددهم 26 مليونا قد قاطع معظمهم انتخابات 30 يناير/ كانون الثاني. وهيمنت الاغلبية الشيعية والاكراد على الحكومة الانتقالية في بغداد. وكانت لجنة يقودها الشيعة ومكلفة بصياغة دستور جديد للبلاد قد توصلت الاسبوع الماضي الى اتفاق مع العرب السنة بشان عدد المقاعد التي تخصص لهم في اللجنة. وكان الاختلاف بشأن توزيع المقاعد في اللجنة قد أخر عملها بضعة اسابيع.

ورحب المشاركون في المؤتمر بالتحرك باعتباره خطوة اولى. والمؤتمر الأميركي الاوروبي المشترك في بروكسل هو ثمرة الرحلة التي قام بها الرئيس الأميركي جورج بوش لاوروبا في فبراير /شباط الماضي لرأب الصدع الذي حدث بسبب حرب العراق.

وابتعد مؤتمر بروكسل عن الحساسيات التي كانت سائدة عبر المحيط الاطلسي بشأن الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ومنها الرفض المستمر من جانب فرنسا والمانيا ودول اخرى مناهضة للحرب لارسال قوات. وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوستي بليزي ان "العراقيين يحتاجون الى تضامننا" معلنا عن عرض فرنسي لتدريب بضع عشرات من الضباط العراقيين في باريس.

وبحث المؤتمر الطرق التي يمكن ان يساعد بها العالم العراق لكنه ترك القرارات التفصيلية لاجتماع للمانحين يعقد في العاصمة الاردنية عمان الشهر القادم. ودعا البيان الختامي جميع الدول الى اعادة العلاقات الدبلوماسية أو تعزيزها مع بغداد. ووعدت مصر والاردن بارسال سفراء قريبا.

ووعد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ببقاء القوات البريطانية في العراق طالما ان هناك حاجة لها. وقال ياب دي هوب شيفر سكرتير عام حلف شمال الاطلسي ان مهمة الحلف لتدريب الضباط "ستستمر حتى المستقبل القريب".