واشنطن: صرح مسؤول عسكري أميركي كبير، بأنه لم يبلغ بقصف جوي تركي أو عمليات توغل في شمال العراق، على الرغم من المعلومات التي تحدثت عن هجمات من هذا النوع شنها الجيش التركي الأربعاء على المتمردين الأكراد الأتراك على الحدود. وكانت وكالة أنباء الأناضول شبه الرسمية قدذكرت الأربعاء أن طائرات حربية تركية قصفت مواقع لمتمردين أكراد أتراك عند الحدود العراقية في جنوب شرق تركيا. وقالت الوكالة إن مقاتلات ومروحيات شاركت في هذا الهجوم. وصرح الضابط في هيئة الاركان الاميركية الميجور جنرال ريتشارد شيرلوك quot;لا اعرف ما اذا جرت ضربات جوية او عمليات عبر الحدود داخل العراقquot;.

من جهته، صرح مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) طلب عدم كشف هويته انه لم ترد اي تقارير في القنوات العسكرية الاميركية عن غارات جوية تركية على اي من جانبي الحدود العراقية التركية. وتحدث مسؤول آخر في وزارة الدفاع الاميركية لصحافيين عن تعاطف متزايد من جانب واشنطن مع تركيا في اصرارها على اتخاذ اجراءات quot;عملية وملموسةquot; ضد حزب العمال الكردستاني. وقال quot;لا اريد ان ادخل في التفاصيل، لكن هناك خطوطًا لوجستية وامورًا يمكن القيام بها للحد من تحركات حزب العمال الكردستانيquot;.

واضاف quot;هناك عدد كبير من الامور التي يمكن القيام بها جعل من الصعب ان لم يكن من المستحيل لحزب العمال الكردستاني العمل عبر الحدود، ويمكن ان تكون ملموسة لدى الحكومة التركيةquot;. وتابع المسؤول نفسه ان الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا من اجل تسوية دبلوماسية للازمة لكن الاتراك يتعرضون لضغوط سياسية محلية قد تضطرهم للتحرك. وقال ان quot;هناك تعاطفًا متزايدًا من جانب حكومة الولايات المتحدة مع موقف تركيا وضرورة التحركquot;، موضحًا انه يقع على عاتق الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان العراق اتخاذ اجراءات لاحلال الاستقرار. واضاف quot;لا اعتقد اننا سنحدد ما يجب ان تفعله كل جهة لكننا ننتظر اجراءات عملية وملموسةquot;.

ومن المتوقع أن يزور وفد عراقي رفيع المستوى العاصمة التركية اليوم الخميس في مسعى وصفه المسؤولون الأتراك بالأخير لوقف هجمات المقاتلين الأكراد المتواجدين شمالي العراق. وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان أن على العراقيين أن يأتوا بعرض قوى لإنهاء الأزمة لكي يكون للإجتماع معنى. وكانت أنقرة قد أكدت أنها على أهبة الإستعداد لشن عملية عسكرية داخل الحدود العراقية للقضاء على المتمردين الأكراد إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وفي حين ناشدت العديد من الدول تركيا ضبط النفس، فإن الجيش التركي نفذ عدة هجمات ضد متمردي حزب العمال الكردستاني داخل الحدود العراقية. كما قال مجلس الأمن القومي التركي إنه يؤيد فرض عقوبات اقتصادية على المجموعات التي تمول مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

في هذه الأثناء هاجمت طائرات ومروحيات تركية بعد ظهر الاربعاء مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني على الحدود العراقية-التركية، حسبما ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية. وافاد المراسلون في تركيا ان عدة مقاتلات من طراز اف-16 محملة بالصواريخ اقلعت من قاعدة جوية جنوب شرقي مدينة دياربكر التركية.

وقال مسؤول عراقي كردي لوكالة رويترز للأنباء إن الطائرات التركية أغارت على قرية عراقية كردية في المنطقة الجبلية الحدودية. وأشار المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى أن هذه القرية تقع على بعد 25 كيلومترًا شمال شرقي مدينة دهوك. غير أنه لم يدل بتفاصيل عن الخسائر الناجمة عن هذا القصف. وقال سكان محليون إن طائرتين حربيتين تركيتين شقتا الأجواء وقصفت الموقع على بعد 6 كيلومترات داخل الحدود العراقية.

وقال جلال سلمان، وهو مدير مدرسة محلية يبلغ من العمر 45 عامًا، إن هذا الهجوم جاء بعد 3 أيام من القصف المدفعي التركي للمنطقة. ويقول مسؤولون حكوميون إنه لا يوجد قواعد لحزب العمال الكردستاني في كردستان العراق أو على الأقل في المناطق المأهولة الخاضعة للسلطات المحلية، وقالوا إن القصف المدفعي طال البساتين والطرق والجبال، بل وطال أيضا مطعما في كهف ولكنه لم يسفر حتى الآن عن وقوع خسائر. وقال مسؤول محلي يدعى محمد محسن إن القصف المدفعي التركي طال أكثر من 50 قرية في منطقته.

وأشار محسن إلى ان عدة مئات من القرى على الحدود قد أحرقت وأخليت خلال عهد صدام حسين وأغلبها ما زال خاليًا وليس للسلطات المحلية سيطرة عليها. وقال quot;إن مليون رجل بوسعهم الاختباء في هذه المنطقة الجبليةquot;.

ووردت هذه الانباء في الوقت الذي يجتمع فيه القادة الاتراك لمناقشة تفاصيل عملية عسكرية قد ينفذها الجيش ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية وسط معلومات عن امكانية ان يسلم العراق عددا من مسلحي حزب العمال الكردستاني الى تركيا.