عبد الله بن عبد العزيز في الصحافة الألمانية:ملك مميز:
العاهل السعودي يصل أنقرة: توقيع 6 اتفاقيات تعاون

اتفاقية جديدة تكمل مسيرة التعاون الاقتصادي بين السعودية وألمانيا

ردود فعل حول زيارة الملك عبدالله للفاتيكان

الملك عبدالله والبابا مع مواصلة الحوار بين الأديان

اعتدال سلامه من برلين -وكالات : عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس التركي عبدالله غول اجتماعا اليوم في القصر الجمهوري بأنقرة. وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ومن الجانب التركي وزير الخارجية علي بابا جان. وفي بداية الاجتماع رحب الرئيس عبدالله غول بالملك عبدالله بن عبدالعزيز متمنيا له ولمرافقيه إقامة سعيدة في تركيا. بعد ذلك جرى بحث مجمل الأحداث والمستجدات على الساحتين الإسلامية والدولية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط وضرورة الوصول إلى حل عادل وشامل يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية .

كما شملت المباحثات الوضع الراهن في لبنان وما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي فيه وأهمية الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستقلال قراره . وجرى كذلك بحث الأوضاع الراهنة في العراق إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين . بعد ذلك غادر الملك مقر القصر الجمهوري في موكب رسمي إلى مقر إقامته.

عقب ذلك عقد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير الخارجية التركي اجتماعا في مقر القصر الجمهوري استكملا فيه بحث الموضوعات التي جرى بحثها خلال اجتماع القمة بين خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس التركي .

وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة و وزير العمل الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي و وزير المالية الدكتور ابراهيم بن عبدالعزيز العساف و وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني و سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تركيا الدكتور محمد بن رجاء الحسيني .

كما حضره من الجانب التركي وزير الدولة للشئون الدينية الوزير المرافق مصطفى سعيد يازجي و وزير الدولة للشئون الاقتصادية محمد شمشاك و وزير الشئون الاجتماعية والعمل فاروق جلبك و مستشار رئيس الوزراء أحمد داود أوغلي و مستشار فخامة الرئيس جوجاز تورك أوغلي ومساعد نائب وزير الخارجية فريدون سئولي وسفير تركيا لدى المملكة ناجي كورو ووكيل وزارة الخارجية أرتو غرول اباكان .

وقد وصل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الجمعة الى انقرة في زيارة رسمية الى تركيا يبحث خلالها مع كبار المسؤولين في هذا البلد تطورات الوضع في العراق والمسألة الفلسطينية. ومن المقرر ان يلتقي العاهل السعودي الرئيس عبدالله غول ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية علي باباجان، وتعتبر تركيا المحطة الرابعة له في اطار جولة شملت حتى الان بريطانيا وايطاليا والمانيا.

وقالت الرئاسة التركية في بيان quot;ان وجهات نظر بلدينا ازاء مسائل الشرق الاوسط خصوصا العراق والقضية الفلسطينية ليست متطابقة فحسب بل متكاملةquot;.
وتابع بيان الرئاسة التركية quot;ان زيارة العاهل السعودي لها دلالاتها الخاصة لجهة إقرار الامن والاستقرار في العراق، ولحماية وحدة هذه البلدquot;.

وتهدد تركيا بالتوغل داخل الاراضي العراقية لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في كردستان العراق، وهي تتهم اكراد العراق بتقديم الدعم لهم لشن عمليات عسكرية في جنوب شرق تركيا.
وتأتي زيارة العاهل السعودي قبل ايام من وصول الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز والرئيس الفلسطيني محمود عباس الى العاصمة التركية.

والمعروف ان تركيا تقيم علاقات وثيقة مع كل من اسرائيل والفلسطينيين.
وينهي العاهل السعودي زيارته الى تركيا السبت ومن غير المقرر ان يعقد اي مؤتمر صحافي خلال هذه الزيارة.

ويبدأ الملك مباشرة محادثات وصفت بـquot;غاية في الأهميةquot;، تشمل الرئيس عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وهذه ثاني زيارة له الى انقرة خلال سنة.ويتوجه الملك عبدالله إلى مصر غدا، وكان بعث إلى رئيسها حسني مبارك أمس برسالة خطية حملها له سفير الرياض لدى القاهرة هشام محيي الدين ناظر. وتأتي زيارة الملك عبدالله إلى مصر عشية التحضيرات الدولية لانعقاد مؤتمر أنابوليس المنتظر نهاية هذا الشهر في الولايات المتحدة.

من جهته أكد رئيس الوزراء التركي عبدالله غول أن زيارة الملك من دواعي سرورنا وامتناننا.. أما قرار الملك للقيام بهذه الزيارة بعد مرور حوالى عام واحد على الزيارة الأولى في أغسطس 2006 التي كان لها صدى كبير، فإنه يعكس بلا شك المستوى الذي ارتقت إليه العلاقات بين بلدينا.

العاهل السعودية وعبد الله غول في مطار أنقرة اليوم

وأشار الرئيس التركي إلى أنه في ضوء الموقع الجغرافي لبلدينا، فإن التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط تجعلنا نمر بفترة تأريخية حرجة جداً. وهنالك أهمية كبرى لتشابه مواقف تركيا والسعودية اللتين تعتبران دولتين مهمتين وعنصرين للاستقرار في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك فإن مواقفهما مكملة لبعضهما البعض في ما يتعلق بالوضع في منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في الموضوع العراقي والقضية الفلسطينية. إن استباب الأمن في العراق الدولة المجاورة لتركيا من الجنوب وللسعودية من الشمال الشرقي وتأمين السلام والاستقرار فيها بأسرع ما يمكن مع الحفاظ على وحدة وسيادة أراضيها، من أولوياتنا الأساسية. كما أن التوصل إلى حل عادل وشامل وباق للقضية الفلسطينية المزمنة من أكبر تمنياتنا.

وقال غول: إن الإرهاب الدولي من المواضيع التي تتسم بالحساسية الكبيرة لدى البلدين. ويعتبر الإرهاب في يومنا هذا تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار العالمي. وليس للإرهاب أي وجه حق مهما كانت الدوافع والأسباب. إن تركيا مصممة على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه. السعودية أيضاً عانت الكثير من الإرهاب ولها دعم كبير في محاربة هذه الآفة على الصعيد الدولي.

وتحدث الرئيس التركي عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين قائلاً: علاقاتنا الاقتصادية تشهد نمواً سريعاً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. حيث زاد خلال هذه الفترة حجم التبادل التجاري ثلاثة أضعاف ووصل إلى 3.3مليارات دولار. إلا أن الإمكانات التجارية الهائلة لبلدينا اللذين يتميزان باقتصادهما القوي تفوق هذا الحجم بكثير. من هذا المنطلق، نرى أن الاستفادة المتبادلة من امكانات الاستثمار الكبيرة بين بلدينا سوف تعود بفائدة كبيرة لشعبينا.

كما أن العلاقات الثقافية والسياحية بدورها سجلت تحركاً ملموساً في الأعوام الأخيرة، ويسرنا أن نرى أن تركيا التي تعد من الدول السياحية الرائدة في العالم أصبحت في الآونة الأخيرة تجذب اهتمام السائح السعودي. من جهة أخرى فإن عدد الحجاج والمعتمرين الأتراك يزيد عاماً بعد عام. ويتيح هذا الوضع تعرف الشعبين إلى بعضهما عن كثب. لا يخفى الزيادة التي سجلتها الأنشطة الثقافية بين البلدين مؤخراً، حيث تم خلال الثلث الأخير من شهر أكتوبر الماضي تنظيم الأيام الثقافية السعودية في كل من مدينة اسطنبول وأنقرة والتي لقيت إقبالاً كبيراً من المواطنين الأتراك، من جهة أخرى فإن دعوة تركيا للمشاركة كدولة ضيفة في فعاليات مهرجان الثقافة والتراث في الجنادرية في شهر فبراير 2008 كان من دواعي سرورنا وامتناننا.

توقيع 6 اتفاقيات

قال سفيرالسعودية لدى تركيا محمد رجاء الحسيني الشريف ان زيارة الملكل تركيا تعد نقطة تحول مهمة في العلاقات بين البلدين. أضاف أن هذه أول زيارة من نوعها الى العاصمة التركية انقرة منذ توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين عام 1929 تبعته بعد ذلك اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد الزيارة التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1966.وعن العلاقات بين البلدين قال :

laquo;ان ما يربط بين الملكة وتركيا روابط ليست وليدة اليوم ولكنها علاقات تمتد على مر الايام والزمان.. واننا لفي أمس الحاجة الى ان نقوي هذه الروابط والصلات لانها ستكون بحول الله وقدرته ليس فقط لصالح الشعب العربي والتركي وانما لحفظ السلام والامن وخير البشرية اجمعquot;.

وعن التنسيق السياسي بين البلدين قال السفير الشريف: تتفق مواقف تركيا مع مواقف المملكة في عدد من القضايا.

ومن المتوقعان يتم التوقيع على ست اتفاقيات جديدة خلال الزيارة في مختلف المجالات، وكان قد وقعت في 1974 اتفاقية للتعاون التجاري والاقتصادي والتقني بين البلدين، تشكلت على أثرها اللجنة السعودية-التركية المشتركة التي انبثقت منها عدة لجان فرعية. . ومن المتوقع ان يتم خلال هذه الزيارة التوقيع على 6 اتفاقيات على الاقل ومذكرات للتفاهم في مختلف المجالات.

من جهتها وصفت الصحف التركية الزيارة بأنها تاريخية كونها اول زيارة رسمية يقوم بها عاهل سعودي لتركيا منذ تأسيس المملكة، ووصفتها بأنها ستكون نقطة تحول في العلاقات التركية-السعودية بصفة خاصة والتركية العربية بصفة عامة، وانه لذلك فإن تركيا تعلق عليها اهمية كبيرة، واشارت بعض الصحف الى ان التطورات الاقليمية الاخيرة دفعت البلدين نحو علاقات اكثر قربا وانسجاما في السنوات الاخيرة. وتوقعت الصحف ان تركز المحادثات على مواضيع العراق وفلسطين ولبنان وبرنامج ايران النووي، وعلى الصعيد الاقتصادي قالت الصحف ان العدد الضخم من رجال الاعمال السعوديين، الذين سيرافقون خادم الحرمين الشريفين في هذه الزيارة يعكس اهتمامهم بالاستثمار في تركيا خاصة في مجالات توزيع الطاقة والسياحة والمنسوجات ومشروعات مشتركة اخرى عديدة.


العلاقات السعودية التركية

تساعد زيارة الملك لتركيا التي تأتي ضمن سلسلة متناسقة من الجولات الخارجية بشكل فعال وملموس في سرعة انتشار العديد من مستخرجات الاقتصاد السعودي غير النفطية والبتروكيماوية في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية للدول المضيفة، ما يفتح أمام رجال الأعمال والصناعة والاستثمار آفاقا واسعة ومتنوعة في تعزيز تواجدهم التجاري،

وترتبط السعودية وتركيا بعلاقات صداقة وطيدة وبتعاون وتنسيق مشترك في الكثير من اوجه المجالات التي تهم الحياة اليومية المعاصرة لمجتمع كلا الجانبين، لاسيما ان الدولتين عضوان في الكثير من المنظمات الاسلامية والدولية.. وعلى الصعيد الاقتصادي فان السوقين ترتبطان بعلاقات تجارية قديمة وفي نمو وتنوع مستمر خاصة في قطاعات التبادل التجاري في السلع الغذائية والاستهلاكية والوسيطة.


ومنذ عقد التسعينات حصلت منتجات قطاع المنتجات البتروكيماوية والمعدنية السعودية على ثقة السوق التركية فتصدرت قائمة الواردات التركية من السوق السعودية التي اشتملت على(30) مجموعة، وبلغت قيمتها في العام 2005 نحو(3.7) مليارات ريال مشكّلة ما نسبته(75%) من اجمالي الواردات التركية المنظورة من السوق السعودية والبالغ اجمالها(4.9) مليارات ريال ومستحوذة على ما نسبته(1.7%) من اجمالي قيمة الصادرات السعودية الى الاسواق العالمية، وفي المرتبة(22) في قائمة الصادرات السعودية الى الأسواق العالمية. ووصلت صادرات المنتجات السعودية غير البتروكيماوية المنظورة لتبلغ(1.2) مليار ريال في العام 2005 بزيادة(38%) عن العام 1998م، و(53%) عن العام 1994.


ساهم في ذلك امتياز الصناعات والمنتجات السعودية بالجودة والمواصفات العالمية، والسعر التنافسي، والتعبئة والتغليف الجيدة، ما جعلها في نمو مستمر، اضافة الى استغلال قرب الموقع الجغرافي بين السوقين في صالح المواصلات البرية.

وتعمق هذه الزيارة تطلعات رجال الاعمال السعوديين الى زيادة انتشار مستخرجات الاقتصاد السعودي في السوق التركية وعدد المستهلكين الذي بلغ قوامه في العام 2005 نحو(70.5) مليون نسمة وفي زيادة يبلغ متوسط السنوي(1.2%) نسمة، وما يرافقه من التوسع المستمر في متطلبات الحياة اليومية المعيشية المعاصرة، واستمرار التنوع في مستخرجات الاقتصاد التركي المحلية، وتزايد عدد المستهلكين الأتراك نتيجة التزايد السكاني، وتزايد نسبة صادرات المنتجات التركية الى الاسواق العالمية والاوروبية بشكل خاص حيث استحوذت(4) دول اوروبية على ما نسبته(43%) في العام 2005 من اجمالي الصادرات التركية الى الاسواق العالمية، وما تحتاجه المصانع التركية نتيجة ذلك من زيادة في المواد الخام خاصة البتروكيماوية بعالمها الواسع، ويتيح للصناع الاتراك العمل على زيادة استيرادهم من تلك المواد من السوق السعودية المنتج والمصنع لها، عوضا مما يتم استيراد بعضه من الأسواق العالمية والتي بدورها تستوردها اما جاهزة او بصورة خام من السوق السعودية، ما يضاعف السعر على الصناع الاتراك عوضا من تقليصه عند استيرادها مباشرة من السوق السعودية. كما يترافق بشكل طبيعي مع الزيادة السكانية ايضا زيادة متنوعة في التوسع العمراني والصناعي والمعيشي والثقافي.. وهناك العديد من المنتجات والصناعات السعودية التي باستطاعتها ان تلبي احتياجات متطلبات السوق التركية، لاسيما ان وارداته من نظيره العالمي بلغت في العام 2005 نحو(102) مليار دولار، شكلت الكيماويات ما نسبته(13.4%) ومعدات النقل والمواصلات(12.4%)، والمنتجات شبه المصنعة(13.7%).

عبد الله بن عبد العزيز : ملك مميز

لم تغب اخبار زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله بن العزيز الى برلين عن صفحات المجلات والصحف الالمانية لكن ما لفت النظر تخصيص دير شبيغل او لاين اكبر دور الاعلام الالمانية والاوروبية اليوم حيزا كبيرا لتناول مجمل جوانبها في تقرير موسع.

الا ان كاتب التقرير ركز في البداية على فخامة الوفد السعودي الذي وصل عدده الى ال600 من بينهم عشرة امراء مع الذكر بانه اصطحب زوجاته ال4 و22 من اولاده. وتحول فندق ادلون الى مكان اقامة للعائلة الملكية وخصص للملك جناح مساحته 240 توفرت فيه الاجهزة الامنية الخاصة اشرف على وضعها المكتب الجنائي الاتحادي. ويقع هذا الفندق الذي اعيد بناؤه بعد الوحدة الالمانية عند طرف بوابة براندنبورغ. وتحدث طويلا عن السيارات الفخمة التي ركبها الامراء والوزراء المرافقون من المرسيدس كلاسه وحتى بي ام دبيلو.

ومنذ الاعلان عن زيارة الملك السعودي تحضرت كل المخازن التجارية الكبيرة لاستقبال زبائن من الدرجة الاولى فهم لا يشترون بمئات الدولارات بل بعشرات الالاف من ملابس وحلى واحذية وملابس للاطفال والكبار وكل ما يخطر على البال. لكن هل كان هدف الزيارة التبضع؟

يرد كاتب المقال quot; بالطبع لا ، خاصة وان الملك هذه المرة اسمه عبدالله وهو شخص مختلف عن اسلافه ومعروف عنه بعدم الاسراف والجدية في العمل؟

ومن وجهة نظر كاتب التقرير حظيت الزيارة باهمية كبيرة اذ انصب اهتمام الضيف السعودي في كل محادثاته مع السياسيين الالمان على النزاع في الشرق الاوسط والمؤتمر الذي سيعقد نهاية الشهر برعاية الولايات المتحدة الاميركية في انابوليس، وكانت فرصة كي يبحث امورا كثيرة مع المستشارة انجيلا ميركل. فهو يريد ان يضمن خروج المؤتمر بنتائج لتحريك مسيرة السلام.
ولم ينس التطرق الى الملف النووي الايراني، فملك الصحراء يسعى إلى منع بناء ايران لقنبلة نووية، لكن في الوقت نفسه لا يريد نشوب حرب في الخليج. لذا يروج لفكرة تشكيل اتحاد للشرق الاوسط يشمل ايران ايضا من اجل تصنيع اورانيوم في بلد ثالث محايد لسد حاجات كل بلدان المنطقة، وبهذا يقلل من وزن البرنامج النووي الايراني ويزيل خطر التسابق على التسلح في المنطقة. الا انها سياسة غير سهلة وليست رحلة استجمام .

وتحدث كاتب المقال عن خصال مميزة لدى العاهل السعودي. اذ قال إنه يحث الامراء والاميرات وعددهم حوالى 8000 للتصرف بالمال بتحفظ وامر ببناء قاعة فخمة كبيرة لاقامة حفلات الزفاف الملكية. وهذا يعني انه وضع نهاية لاقامة حفلات الزفاف في الفنادق الفخمة وتكلف الملايين.

وذكر بحب الملك عبدالله للتقاليد البدوية ويتمسك بها ويلجأ الى صحراء بكل سرور ويقال انه يسكن هناك في خيمة رغم البرد ليلا ويحب الصقور والخيول ويملك فقط سيارة واحدة من طراز رولس رايز، وهذا امر غير معروف بالنسبة إلى ملك سعودي.

ويمكن القول ان برلين لم تعرف اجراءات امنية مشددة كالتي فرضت خلال زيارة الملك السعودي الا عند تواجد الرئيس الاميركي جورج بوش فيها. حيث ضرب عند بوابة براندنبورغ حاجز امني ابعد الناس امتارا عن مشاهدة جلالته وهذا ما اغضب الذين ارادوا التقاط صور له لان الرافعات التي تستخدم حاليا في ورشة العمل لتوسيع الانفاق هناك اعاقت رؤيتهم له فعادوا بخيبة امل، فهناك الكثير من الالمان يحبون التقاط صور للمشاهير ليضيفوها الى البوم صور خاص . وكان افراد الشرطة ورجال الامن المدنيين يتجولون بعصبية بين الناس لمراقبة كل شاردة وواردة.

ومن الملابسات الظريفة ان الشرطة اوقفت امام مبنى البلدية الذي فرضت عليه حراسة مشددة احد الزملاء السعوديين والسبب في ذلك شكله الخارجي. فعلى الرغم من ان اناقته لا تخفى فالبذلة التي يلبسها تبدو غالية الثمن وحذاؤه يلمع الا ان البرد دفع بالزميل المسكين الى وضع قبعة كبية من الفرو على راس اخفت جزءا من وجهه، ولانه اسمر البشرة وراس ظاهر اكثر من جسمه وجسمه النحيل لفت نظر الشرطة وطلبوا منه اوراقه الشخصية. الا ان الزميل تعاطى مع الامر بكل هدوء وقدم لهم اوراقه وتابع سيره وكأن شيئا لم يحدث.