هيئة العلماء تتهم الاحزاب الكردية بفتنة في كركوك
الرجوب بحث مع طالباني حماية فلسطينيي العراق

احياء ذكرى اربعين صدام حسين في صنعاء

إيران أجرت تجربة ناجحة لنظام دفاعات أرضية

بغداد: قناة الجزيرة تساهم في إشاعة الموت

بدء محاكمة ضابط أميركي رفض التوجه الى العراق

سلوفاكيا : سنساعد في استقرار العراق لكن بدون قوات

دو فيلبان: على الاميركيين مغادرة العراق بغضون سنة

أسامة مهدي من لندن: بحث جبريل الرجوب ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الرئيس العراقي جلال طالباني في بغداد اليوم وسائل حماية الفلسطينيين المقيمين في العراق من عمليات القتل والاختطاف التي تستهدفهم على يد فرق الموت .. بينما دعا طالباني من جهة اخرى الى التعامل مع مشكلة مدينة كركوك العراقية الشمالية بحكمة في حين اتهمت هيئة علماء المسلمين السنية الاحزاب الكردية باشعال فتنة عرقية في المدينة .

واجتمع طالباني اليوم مع وفد فلسطيني برئاسة جريل الرجوب ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سلمه بتسليم رسالة من الرئيس الفلسطيني. وقال بيان رئاسي ارسل الى quot;ايلافquot; ان المباحثات تناولت التطورات على الساحتين العراقية والفلسطينية بالإضافة الى أوضاع الفلسطينيين في العراق وسبل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون بين الجانبين.

وفي تصريحات صحفية عقب الاجتماع أكد الرجوب إنه تلقى وعودا منه بحماية الفلسطينيين المقيمين في العراق. وقال انه سيجتمع ايضا مع رئيس الوزراء نوري المالكي ليبحث معه سبل تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية الفلسطينيين. وأضاف إن الطالباني أكد له أن من واجب كل عراقي بغض النظر عن خلفيته القومية أو المذهبية أن يحمي الفلسطينيين ويدافع عن قضيتهم. ويعتبر الرجوب أرفع مسؤول فلسطيني يزور العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

وتأتي زيارة الرجوب الى بغداد هذه بعد ان اتسعت مؤخرا عمليات استهداف الفلسطينيين المقيمين في العراق حيث قتل ثمانية منهم ليرتفع عدد ضحاياهم خلال السنوات الثلاث الاخيرة التي اعقبت الحرب في العراق الى 151 قتيلا ذهبوا ضحية انتقام مسلح لمليشيات تتهمهم بمساندة النظام السابق في حين لجأ ممثلون عن الفلسطينيين الى هيئات دينية شيعية وسنية طلبا للحماية والتدخل لوقف الاعتداءات التي بدأت تتخذ طابعا منهجيا والى الجامعة العربية من اجل التدخل لتسهيل مغادرتهم للعراق.

طالباني مستقبلاً رجوب في مكتبه ببغداد اليوم
وتشير مصادر عراقية الى ان الفلسطينيين في العراق قد تعرضوا منذ الحرب الاخيرة الى ربيع عام 2003 الى 636 اعتداء اسفرت عن مقتل 151 فلسطينيا اضافة الى فقدان 15 شخصا يعتقد انهم اختطفوا من قبل مليشيات مسلحة فيما يوجد 59 فلسطينيا معتقلا في السجون الاميركية والعراقية . وقد اصبح هؤلاء الفلسطينين مستهدفون لاسباب عدة في مقدمتها اتهامهم بمساندة النظام السابق والتاثير السيء الذي تتركه التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق صدام حسين التي تشهدها مناطق فلسطينية بين الحين والاخر .

ويجري ممثلو الفلسطينيين في العراق منذ عام 1948 اتصالات مع الحكومة العراقية ومع المنظمات والهيئات السياسية والدينية الشيعية والسنية من اجل توفير الحماية للعمارات السكنية التي يقطنها الفلسطينيون في بغداد لكنها لم تجد نفعاً فيما اعربيت الجامعة العربية والأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان وممثله في العراق اشرف قاضي عن القلق من الاغتيالات التي يتعرض لها الفلسطينيون وطالبوا الحكومة العراقية توفير الحماية لهم .

وبالترافق مع هذه الجهود دعا الفلسطينيون في العراق الحكومة الفلسطينية العمل على نقل اقامتهم الى مكان آخر على أن يكون بشكل منظم ودون أن يعرض الفلسطينيين للمذلة والنقل يمكن أن يكون إلى شمال العراق في المناطق الكردية أو إلى دولة أخرى quot;وهذا كحل مستقبلي لمشكلتنا وليس الآنquot; . وطالبوا بتبني الموضوع في الإعلام من خلال حث الشعب العراقي على ان ألا ينظر إلى الفلسطينيين على أنهم جزء مما يجري في العراق فهم ضيوف وسيبقون ضيوفا حتى تتحرر ارضهم ضيوفا على كل الشعب العراقي وليس فئة دون أخرى أو طائفة دون أخرى بالإضافة إلى التنويه إلى أنهم يتعرضون إلى مضايقات وإلى اعتقالات وإلى قتل .

طالباني يدعو للتعامل بحكمة حول كركوك وهيئة العلماء تتهم الاكراد بفتنة
اجتمع الرئيس جلال طالباني بمكتبه في بغداد اليوم مع عبدالرحمن مصطفى محافظ كركوك ورزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك .
وفي اللقاء اطلع الوفد الرئيس على نتائج لقاءاتهم في بغداد مع المسؤولين في الحكومة العراقية كما سلط الضوء على آخر التطورات على صعيد تطبيق المادة (140) من الدستور العراقي الدائم المتعلقة بتطبيع الاوضاع في كركوك والمناطق المستقطعة الاخرى .
واوصى طالباني بضرورة انتهاج سياسة هادئة وحكيمة في كركوك ومبنية على تعميق روح التآلف الوطني والتعايش الاخوي السلمي بين كافة المكونات الاصلية في كركوك . ودعا الى تركيز الاهتمام على معالجة مشاكل المواطنين بدون استثناء وتقديم افضل الخدمات للمواطنين وتوفير الامن والاستقرار فيها

وقد تظاهر عرب وتركمان في مدينة كركوك اليوم احتجاجاً على قرار اللجنة العليا لتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي بإعادة العرب في المدينة الى مناطق سكناهم الاصلية في وسط وجنوب العراق وتعويضهم.

أحد المخيمات الفلسطينية في بغداد
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالمادة 140 واخرى تؤكد رفض تنفيذ المادة المعنية بتطبيع الأوضاع في كركوك ومناطق اخرى متنازع عليها في العراق. ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون (تقسيم العراق تأييد لمخطط اميركي وصهيوني) و (المادة 140 منهج عنصري لخلق حالة عنف في كركوك). وقال مكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني انه شارك في التظاهرة التي نظمها المجلس العربي الإستشاري في كركوك ودامت قرابة ساعة, مدير مكتب الصدر في كركوك ومحمد خليل عضو مجلس محافظة كركوك وعضو اللجنة العليا لتنفيذ المادة 140 وعدد من قادة الجبهة التركمانية ورئيس وأعضاء مجلس قضاء الحويجة.

ومن جهتها اتهمت هيئة علماء المسلمين السنية الرافضة للعملية السياسية والمعارضة للحكومة احزابا قالت انها تواطأت مع الاحتلال في غزو العراق باشعال فتنة عرقية في مدينة كركوك في اشارة الى الاحزاب الكردية التي تطالب بضم المدينة الى اقليم كردستان الذي تحمه منذ عام 1991 .

وقالت الهيئة في بيان اليوم إن الوضع الدولي ليس في صالح ضم كركوك وناشدت الاحزاب الكردية بعدم الاقدام على أمر قد تندم عليه مستقبلا ويخسروا دعم بقية المكونات لهم وقالت quot;قد يحصلون في الوقت المناسب على ما يرومون بالحكمة والتعقل والحوار البناء بدلاً من اللجوء إلى وسائل غير مشروعة قد تفوت عليهم كثيراً من هذه المصالحquot;. , وطالبت بتغليب صوت العقل لأن دفع البلاد في اتجاه أزمات جديدة لن يكون فيه رابح سوى أعداء العراق والعراقيين من الشمال إلى الجنوب .. وفيما يلي نص البيان:

بيان رقم (371) المتعلق بسعي بعض الأحزاب
إلى عمليات تطهير عرقي في كركوك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه. وبعد :

فإن سعي بعض الأحزاب السياسية إلى تطبيق المادة (140) القاضي بتهجير عدد كبير من سكان مدينة كركوك العراقية من عرق معروف في ظل هذا الوضع الملتهب والصراع الدموي تحت أية ذريعة كانت على أرض العراق هو بمثابة من يصب الزيت على النار.
وكأن هذه الأحزاب لم تكتفِ بما جنته في حق العراق من تواطؤ مع المحتل لغزو البلاد ومشاركته المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية فيما نجم عن ذلك من قتل أكثر من 500 ألف نسمة وتشريد الملايين وسلب الخيرات وانتهاك الحرمات، بل عادت لتضيف إلى سجلها صفحة جديدة من فتنة عرقية لا يستطيع أحد أن يتكهن بحقيقة أبعادها ومداها.

إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الخطوة إدانة شديدة تذكر أصحابها بما يأتي:

أولاً: إننا نقر بأن في كركوك مشكلة، وأن الجهود ينبغي أن تنصرف لحلها حلاً مناسباً ومنصفاً للجميع، لكن الوقت المناسب لذلك لم يحن بعدُ، فإن استغلال وجود المحتل لاقتطاف ثمرة على هذا النحو عمل غير صالح، وهو من شأنه أن يجعل هذه الثمرة محرمة، ولن تكون بالتالي لأصحابها هنيئاً مريئاً، وبمقدورهم أن يستقرئوا التاريخ.
ثانياً: إن التذرع بالدستور حيلة لا تنطلي على أحد، فالدستور - بشهادة رجال قانون واكبوا العملية الدستورية من الأمريكيين أنفسهم - كان بمثابة الفرصة الضائعة؛ لأن مطبخ إعداده اقتصر على أصحاب هذه الخطوة وعلى بعض حلفائهم، وغيب مكونات أساسية أخرى، فهو بالتالي باطل بهذا الاعتبار لن يعترف به أحد سواهم فضلاً عن كونه دستوراً كتب في ظل احتلال غير مأذون به دولياً، وخروقات أخرى اطلع العالم على تفاصيلها رافقت العملية الدستورية من المبتدأ حتى نهاية الاستفتاء.
ثالثاًَ: إن الوضع الدولي على عمومه ليس في صالح هؤلاء، وإننا نسدي النصح لهم ألا يقدموا على أمر قد يندمون عليه غداً، وألا يخسروا دعم بقية المكونات لهم، فقد يحصلون في الوقت المناسب على ما يرومون بالحكمة والتعقل والحوار البناء بدلاً من اللجوء إلى وسائل غير مشروعة قد تفوت عليهم كثيراً من هذه المصالح.
إننا إذ نذكر بهذه الحقائق نأمل أن يتغلب صوت العقل على هوى النفوس؛ لأن دفع البلاد في اتجاه أزمات جديدة لن يكون فيه رابح سوى أعداء العراق والعراقيين من الشمال إلى الجنوب.

الأمانة العامة
19 محرم 1428 هـ
7/2/2007 م