من خلال رسالات لبلدان المنتخبات المشاركة
مطالبة بنقل الصورة الحقيقة للإسلام بالمونديال

أحمد عايض من جدة: ربما أنها المرة الأولى التي يقف فيها رجال الدين في السعودية مع الرياضة في شكل منقطع النظير، ويساندون المنتخب السعودي في المونديال العالمي لكرة القدم الذي انطلقت أحداثه يوم الجمعة الماضي، في ظل وجود متدينين عدة لا تروق لهم ممارسة رياضة القدم معتبرينها مضيعة للوقت، لكن إشهار عدد من نجوم الرياضة العالمية إسلامهم جعلهم يعيدون النظر في ذلك، ولعل أخرهم إشهار المدرب العالمي الفرنسي فيليب تروسيه إسلامه أخيرا خير دليل، وبات عدد كبير من رجال الدين يؤكدون أن الرياضة رسالة سامية في ظل وجود التنافس الشريف، وقادرة على تكملة مسيرة الدعوة الإسلامية ضد افتراءات الإعلام الغربي الذي يحاول الإساءة إلى الدين الإسلامي بوصفهم داعي إلى الإرهاب وأن ممارسي هذا الدين إرهابيين.

ويأمل السعوديون والتونسيون بصفة خاصة والإسلاميون بصفة عامة أن يعكف رجال الدين في توعية لاعبي المنتخبين العربيين المشاركين في الحدث العالمي في شكل كبير، وكيف يؤثرون في المجتمع الغربي، ويغيرون النظرة السلبية السائدة عندهم عن المجتمع الإسلامي إلى نظرة إيجابية، من خلال حسن التعامل والخطاب والحوار الجاد، بل ذهب عدد من الاختصاصيين إلى ضرورة تواجد عدد من المتمرسين الواعيين ببواطن الأمور الدينية وممن يمتلكون أسلوبا ناضجا وجادا في لغة الحوار والتخاطب إلى جانب المنتخب السعودي في المانيا من أجل التوعية ونشر المفاهيم الصحيحة للدين الإسلامي.

لاعبو السعودية يسجدون شكراً لله بعد تسجيلهم التعادل في مباراة تونس
فكرة القدم باتت رسالة سامية، لتوعية الشعوب ونقل حضارات البلدان والتعريف بعادات وتقاليد بلدان المنتخبات المشاركة، بل أن أكثر الدول تجدها فرصة مناسبة، للتعريف بحضاراتها وأثارها ومعلمها وسياحتها وأنشطتها في السياحة وجهودها الفعالة داخل البلاد وخارجه، إلى غير ذلك.

ويؤكد النقاد ضرورة التعاون بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والإضلاع الأخرى التي بإمكانها قيام الدور المناط عليها ومن مهامها ما يتعلق بهذه المناسبة العالمية.

وهو ما أكده مساعد وزير الثقافة والإعلام الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز على الاهتمام الكبير من وزير الثقافة والإعلام إياد أمين مدني بالمشاركة الفعالة بالنشاطات الثقافية والإعلامية في نهائيات كأس العالم في ألمانيا 2006م، حيث وجه مدني منذ وقت باكر بتكوين لجنة من جميع قطاعات الوزارة للشؤون الإعلامية، والشؤون الثقافية للعلاقات الدولية، والإعلام الخارجي، والشؤون الإدارية، والشؤون الهندسية، والإذاعة، والتلفزيون، ووكالة الأبناء السعودية.

وقال quot;استطاعت هذه اللجنة إلى الوصول إلى خطة متكاملة للفعاليات التي ستتم المشاركة بها إضافة إلى التغطية الإعلامية عبر وسائل الإعلام السعودية التابعة لوزارة الثقافة والإعلامquot;.

مشجع سعودي في المونديال الألماني
وقد تم الاتفاق على الصيغة النهائية للفعاليات الثقافية خلال مشاركة منتخب المملكة العربية السعودية في مونديال 2006 لكرة القدم في ألمانيا، مدركين أهمية هذه المشاركة بصيغة ثقافية تتناسب مع الحدث ا لكبير، حيث سيكون هناك معارض ثقافية للفن التشكيلي والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي وكذلك عروض فلكلورية شعبية وأمسيات تشتمل على محاضرات وندوات وكذلك عروض سمعية وبصرية عن الثقافة والحياة الاجتماعية في المملكة وتوزيع المطبوعات والمواد الإعلامية المختلفة، وقد استشعرت الوزارة أهمية هذه المشاركة من خلال مسؤولياتها عن الثقافة وعن الإعلام وركزت على إبراز الوجه الحضاري للمملكة والنهضة التنموية الشاملة ودور المملكة المؤثر والبارز في العالمين العربي والإسلامي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام.

وقد تم تكليف فريق عمل من الشؤون الثقافية للعلاقات الدولية ولفريق عمل من القناة الأولى ووكالة الأنباء السعودية لتغطية النشاطات الثقافية، وكذلك فريق عمل للقناة الرياضية.

وتمنى الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز لجميع المشاركين التوفيق والنجاح وأثنى على الجهود الكبيرة التي يبذلها وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبوبكر باقادر وجميع العاملين معه، متمنياً لرئاسته لهذا الوفد النجاح وتحقيق الأهداف التي نصبوا إليها جميعاً وهي خدمة وطننا الكبير المملكة العربية السعودية.

بينما طالب الشيخ عبدالله القحطاني، بضرورة الاستفادة من هذا الحدث الرياضي البارز في عكس الصورة الحقيقية للدين الإسلامي من خلال حسن التعامل في القول والفعل، كون كل عمل محسوب على الشخص الذي ينتمي لبلده، وأنها فرصة سانحة لعرض سماحة الدين الإسلامي الذي نبذ التطرف والإرهاب.

إقرأ المزيد

صحيفة تونسية : منتخبنا في نسخة غريبة جداً

الصحف : تعادل سعودي أشبه بالخسارة أمام تونس!

وفاة مشجع سعودي بعد التعادل

ردود فعل متباينة بعد تعادل السعودية وتونس

إسبانيا تتعملق وتدك الشباك الأوكرانية برباعية

قمة كروية بين تونس والسعودية

السعودية وتونس حبايب

الملك يشيد بمستوى السعودية

تباين السعوديين في فرحتهم

وأستطرد قائلا: quot;لاشك أن هناك تشويه متعمد للإسلام والمسلمين عبر الدوائر الصهيونية والذين من مصلحتهم سقوط الإسلام، بناء عليه فإن مسئولية المسلمين كبيرة جدا لمحو هذه الصورة من أذهان الغربيين وفي الحقيقة فإن المسلمون الذين يعيشون في الغرب أو ممن يسافرون إلى هناك للاصطياف أو للعمل أو للمشاركة في مثل هذا الحدث المونديالي أيضا عليهم مسئولية عظيمة لإظهار الصورة الصحيحة والحقيقية للإسلام في حسن التعامل وفي القول والعمل بعيدا عن ما يبث للأسف الشديد أو ما يستغل في بعض المواقف من بعض الذين لم يحسنوا في التعامل مع النصوص الشريعة على الوجه الصحيح فيظهر مثل هذه الصور السيئة التي يساء بها للإسلام. ولأن هذا الحدث العالمي الذي تسمى كرة القدم من خلاله اللعبة الشعبية الأولى في العالم كما هو متعارف عليه، كونها تصل إلى الشعوب وعامة الناس، نحن في الحقيقة في حاجة ماسة كي نصل إلى الشعوب وإلى عامة الناس، لأنهم يتغذون من خلال وسائل الإعلام التوجيه وما يراد أن يوصل إلى تلك الأذهان، عبر هذه الوسائل، وسيكون مؤثرا فيها، ونحن الآن نتعامل مع الشعوب مباشرة، فينبغي أن نغير هذا التصور من خلال حسن تعاملنا، برقينا، بحضارتنا، بأدبنا، بسماتنا الحسنة، ببعدنا عن المهاترات، وبالأمور التي لا تليق بنا كإسلاميين، إذا نحن مسئولون بإبراز صورة جميلو عن الإسلام في مونديال كأس العالم.

وأكد القحطاني أن رياضة كرة القدم تكون رسالة جيدة لإبراز كثير من القيم الحميدة، وفيها رسالة لتوضيح كثير من الحقائق، مؤكدا ضرورة استغلال هذا الحدث وأن لا يقتصر على مفهوم كرة القدم وحدها وبإمكان الجماهير السعودية والعربية المتواجدة بين الغربيين أن تنقل صورة حسنة عن الإسلام، بالوجه الحقيقي للدين الإسلامي، الذي للأسف حاول كثيرا من الغربيين تشويه صورته الجميلة في الفترة الأخيرة، وينبغي أن يكون هناك تأهيل مبكر للاعبين والجماهير، لأن كل بلد مشارك لديه رسالة يريد أن يوصلها لشعوب العالم الأخر، نحن كدولة إسلامية، وحملت عبء الدعوة والتوحيد على عاتقها، ينبغي أن تكون هذه من أبرز الأمور التي يجب ، نوصلها إلى العالم لكي نقوم بدورنا التاريخي في محو الصور السيئة التي ألصقت بالإسلام، بل ألصقت بنا كبلاد إسلامية، كدولة مثل المملكة العربية السعودية، وينبغي على من ذهب إلى هناك أن يكون مؤهل أن يغير هذه الصورة والنمط للعالم ويقدم الإسلام في صورته الجميلة الصحيحة التي لم يلحقها أي تشويه.