دعم دولي وعربي ضخم تلقاه لبنان في "لقاء نيويورك"
السنيورة إلى واشنطن ولحود إلى بيروت تلاحقه الأسئلة

إقرأ أيضا

تركيز في الشارع السوري على تسييس التحقيق الدولي
دمشق تستقبل ميليس ثانية اليوم بالتكتم والصمت

غزاله يقفل بابه في وجه اللبنانيين ودمشق لا تسامح جنبلاط
ميليس: لا أحب الأبيض والأسود

رايس تشارك باجتماع لعزل نظام دمشق ودعم لبنان
معارض سوري يكشف لـ"إيلاف" فشل مؤتمر باريس

إيلي الحاج من بيروت: كانت المفارقة كبيرة في نيويورك قبل قليل، السادسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، عندما توجه رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود مع الوفد الضخم الذي يرافقه إلى المطار للعودة إلى بيروت وسط إصرار دولي على عدم التعامل معه، في حين كان رئيس الحكومة اللبنانية خارجاً من مؤتمر دولي لا سابق له لدعم لبنان اقتصادياً وسياسياً، ومتوجهاً إلى واشنطن للقاء نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هارلي وأعضاء نافذين في الكونغرس الأميركي.

وكان السنيورة اتصل بلحود حفاظا على اللياقات وأبلغه بنتائج المؤتمر وتمنى له الوصول بالسلامة إلى لبنان. ولم يكن حضر جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقى فيها لحود كلمته قبل ساعات، وهي كلمة خلت من المواقف البارزة، اللهم إلا الترحيب بعمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري ومناشدة دول العالم المساعدة في حفظ السلام والاستقرار في لبنان، فضلاً عن الدعوة إلى وقف الاتهامات السياسية والتعاون لمكافحة الإرهاب وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بأزمة.

الشرق الأوسط
وحتى صعوده إلى الطائرة والوفد المرافق الذي ضم سبعين عضوا بينهم بعض أفراد عائلته، كان اللبنانيون وأوساط مسؤولي دوائر الأمم المتحدة ورؤساء وفود الدول يتساءلون لماذا ذهب لحود إلى الأمم المتحدة مع إدراكه سلفاً أن المجتمع الدولي يقاطعه منذ تمديد ولايته قبل سنة بضغط من سورية، إلى درجة تعمد منظمي مؤتمر دعم لبنان تحديد موعد انعقاده ، فـي وقت كان فيه لحود يلقي كلمته على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة.

إلى ذلك بدا واضحاً من البيان الختامي للمؤتمر والمؤتمر الصحافي الذي عقده المشاركون فيه أن غالبية دول اوروبا والشرق الاوسط انضمت الى الولايات المتحدة في مطالبتها سورية الكف عن التدخل في الشؤون اللبنانية. وترافق ذلك مع اعلان انعقاد مؤتمر دولي حول لبنان لمساعدته ماليا في مشاريعه الاصلاحية.

وعلمت "إيلاف" في هذا الإطار أن موعد المؤتمر تحدد بين 23 تشرين الثاني(نوفمبر) و15 كانون الأول(ديسمبر) المقبلين في بيروت.

السنيورة يجلس بجوار رايس
وفي الوسط يظهر أنان خلال لقاء نيويورك
وشارك في مؤتمر دعم لبنان الذي نظم في نيويورك بمبادرة من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، السنيورة ووزراء خارجية فرنسا دوست بلازي وبريطانيا جاك سترو وروسيا سيرغي لافروف، إلى جانب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ووزراء الخارجية السعودي سعود الفيصل الايطالي جيانفرانكو فيني والمصري احمد ابو الغيط والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا.

وقالت رايس في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المؤتمر إنه "أمر واضح أن على سورية أن تضع نفسها في الجانب الجيد من الأحداث التي يشهدها الشرق الاوسط. وذلك يعني قطع الطرق في الاراضي السورية التي يسلكها المسلحون للتسلل الى العراق والكف عن دعم الفلسطينيين الذين يرفضون عملية السلام ويمثلون اخطر تهديد للتقارب الفلسطيني الاسرائيلي والكف تماما عن التدخل في الشؤون اللبنانية".

وأضافت أن هذا الاجتماع "يشكل إشارة قوية للعالم بأسره تدل على أن المجتمع الدولي يدعم مستقبل لبنان يتمتع بالسلام والديموقراطية والسيادة" في إشارة إلى الصعوبات التي تواجهها الحكومة اللبنانية في السيطرة على أراضيها كاملة في حين ما يزال حزب الله اللبناني الحليف لسورية منتشر بشكل واسع في جنوب لبنان.

واكد المشاركون في الاجتماع تمسكهم بالتطبيق الكامل للقرار 1559 الذي ينص على نزع سلاح "كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية".

وقال انان لدى عرضه الوثيقة النهائية التي اقرها المشاركون في الاجتماع "ان المجتمع الدولي ما زال حازما في تصميمه على التأكد من وقف اللاعبين الخارجيين اي تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ويدعو كافة الاطراف اللبنانيين الى بدء اصلاحات ديمقراطية ودعم الاستقرار الاقليمي".

من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي "بالنسبة إلى سورية ان الاهم هو الا يكون هناك اي تدخل (..) لا على المستوى العسكري ولا على مستوى اجهزة الاستخبارات". واضاف "يمكن للبنان ان يعتمد على فرنسا".

ودعا انان "جميع الذين يريدون دعم لبنان" الى المشاركة في نهاية السنة في المؤتمر الدولي المخصص "للبحث في الوسائل التي يمكن للمجتمع الدولي ان يساهم من خلالها في الاصلاحات في لبنان وفي جهوده في سبيل التنمية".

وقال رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة إن المؤتمر الذي كان مقررا ان يعقد في واشنطن في تشرين الثاني(نوفمبر)، سيعقد في بيروت دون ان يشير الى تاريخ محدد. وأضاف : "ننتظر بفارغ الصبر ان نستقبلكم في بيروت حيث سنتمكن من الاحتفال معا بالولادة الجديدة للبنان".

وكانت دوائر الخارجية الأميركية اعتبرت أن الاجتماع الدولي حول لبنان مخصص لـ"تشديد العزلة على دمشق على الساحة الدولية".

يذكر أن السنيورة التقى في كواليس الأمم المتحدة المندوب السوري فيصل المقداد وأبلغه أن لبنان مصرّ على علاقات جيدة بسورية بصرف النظر عن هوية مرتكبي جريمة اغتيال الحريري الذين يجب أن يلقوا جزاءهم.