في ذكرى اندلاع الحرب الأهلية وعلى أبواب الإنتخابات
الإعتداء على الجيش أحيا مخاوف اللبنانيين

الحرب في لبنان بعيون مصورين صحافيين

إنقسام لبناني بين إتهامات مصر وجواب نصرالله

لوائح تظهر تباعاً وأخرى تتعرقل ومفاجآت في لبنان !

إيلي الحاج من بيروت: في ذكرى اندلاع حرب لبنان عام 1975، طغت على اهتمامات السياسة والإعلام حادثة الإعتداء على الجيش اللبناني في منطقة البقاع حيث سقط له 4 قتلى و14 جريحاً برصاص أقارب مطلوبين في قضايا إتجار بالمخدرات وسلب وسرقة سيارات وجرائم أخرى، كان الجيش قد أرداهم خلال ملاحقتهم أو قبض على بعضهم. ويعود الإهتمام فوق العادة إلى أن هذه الحادثة وقعت قبل نحو شهر ونصف الشهر من موعد الإنتخابات النيابية في 7 حزيران/ يونيو المقبل، خصوصاً أن ثمة من لا يزالون يقولون بين وقت وآخر إن هذه الإنتخابات لن تحصل بفعل حوادث أمنية، في حين يكرر المسؤولون عن الأمن الاستعداد والجهوزية الكاملة على المستوى اللوجستي والاداري لإتمامها.

وثمة دافع آخر إلى الإهتمام، لا بل القلق هو إدراك اللبنانيين على تنوعهم أن حرب لبنان لم تندلع إلا بعدما تم ضرب الجيش اللبناني وهيبته، لينطلق كل الأفرقاء على الأثر في سباق تسلح مدمّر وقاتل جعل الدولة وسلطاتها تتهاوى حادثاً تلو حادث.

وتقاطعت لدى quot;إيلافquot; معلومات فحواها أن الكمين الذي نصب للجيش كان على خلفية ثأر بعض الجماعات ممن اعتادوا الخروج على القانون ومنطق الدولة، ولفتت مصادر أمنية إلى رصاص ابتهاج أطلق في بعض أحياء بعلبك بعد الإعتداء، وأكدت أن المراجع الأمنية حازمة في ضبط الموقف ومعاقبة المرتكبين، وتحدثت عن عملية تنظيف وتطهير لبعض المناطق التي تعتبر تاريخياً عصية على القانون، وهذه العملية قد لا تتوقف الا عند فرض امن الدولة وهيبتها ليكون الجميع تحت مظلة القوى الامنية الشرعية.

ولفتت إلى عشائر لطالما خاضت مواجهات مع quot;حزب اللهquot; وفي ما بين العشائر نفسها في بعلبك، استعملت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الثقيلة حتى، معتبرة أن الجريمة الأخيرة ألقت الضوء على وضع شاذ في تلك البقعة. كذلك لفتت إلى أنquot;حزب اللهquot; استنكر بشدة الإعتداء على الجيش ودعا إلى quot;محاسبة المرتكبين والمسؤولين عن هذا العمل الآثم quot;، معلناً quot;التلاحم والتعاون بين أهل منطقة البقاع والجيش اللبناني بما يعزز الإستقرار ومسيرة السلم الأهليquot;.

وقالت لـ quot;إيلافquot; إن الجيش ما كان ليقدم على إطلاق حملة لوقف أعمال الجريمة المتنوعة، من تجارة مخدرات وسطو وسلب وسرقة سيارات، لو لم يكن quot;حزب اللهquot; موافقاً، وكذلك السلطات السورية بفعل تداخل الأراضي بين البلدين في السلسلة الشرقية للبنان حيث يتحصن عدد كبير من المطلوبين للقضاء. وأضافت أن عدداً من المسلحين من آل جعفر أطلقوا ثلاث قذائف في مدينة بعلبك بعد الحادثة، أصابت احداها منزل المواطن احمد صلح ما أدى الى جرح ابنه الذي نقل الى المستشفى، وسقطت الثانية قرب سرايا بعلبك. وجاب آل جعفر شوارع المدينة في مسيرة سيارة أطلقوا خلالها هتافات الابتهاج.

وكانت سيارة جيب quot;شيروكيquot; تجاوزت آلية للجيش اللبناني في منطقة التعاضد في رياق التي تبعد نحو 20 كلم جنوب بعلبك، وباغت مسلحون فيها العناصر بإطلاق الرصاص عليهم، ما أسفر عن وقوع ضحايا وجرحى. كما اطلقوا قذيفة quot;آر بي جيquot; انفجرت قرب الآلية. وعلى الفور طاردت قوة من الجيش السيارة لالقاء القبض على المهاجمين.

وجاء في بيان قيادة الجيش ndash; مديرية التوجيه: quot;قبل ظهر اليوم ( الإثنين) الساعة 11.00 تعرضت آلية تابعة للجيش لكمين نصبه عدد من المسلحين عند مفرق بلدة تمنين التحتا، ما أدى إلى استشهاد أربعة عسكريين وإصابة ضابط بجروح. باشر الجيش بملاحقة الفاعلين وهو يطلب من الأهالي التعاون مع القوى العسكرية وعدم إيواء هؤلاء المجرمينquot;، في حين ذكرت وكالة quot;فرانس برسquot; ان عددا من اقارب تاجر المخدرات علي عباس جعفر الذي ارداه الجيش في 27 آذار/ مارس الماضي اطلقوا اعيرة نارية في الهواء ابتهاجا بمقتل جنود الجيش اللبناني.

وقد انبرت القيادات السياسية والامنية الى المعالجة واعطاء التعليمات اللازمة بوجوب الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التعرض لامن البلاد، وتجلى هذا الموقف في مواقف كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي طلب في خلال اتصال بقائد الجيش العماد جان قهوجي quot;عدم التهاون مع المجرمين المعتدين مهما كان الثمن دفاعا عن كرامة الجيش وكرامة الوطن وحفاظا على السلم الاهليquot;.

كما اتفق مع وزير الدفاع الوطني الياس المر على متابعة هذا الموضوع حتى النهاية واعتقال المعتدين وسوقهم الى المحاكمة، وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ندد بشدة بالاعتداء واعتبره مساساً بالامن الوطني وارباكاً للنظام العام، مطالباً بالقبض على الفاعلين وانزال اشد العقوبات بحقهم. ودعا بري في بيان اهل البقاع الى عدم الانسياق وراء الشائعات ووراء المجرمين، والانحياز الى جانب دعم الدولة، مؤكدا ان اي اساءة للجيش اساءة لكل لبنان. اما رئيس الحكومة فؤاد السنيورة فكان له موقف مشابه أبدى فيه استنكاره لأي تعرض للجيش اللبناني والقوى الامنية وأي إعاقة لمهماتهم، وشدد على ضرورة تطبيق القانون على كل المواطنين في كل الاراضي اللبنانية quot;بشفافيةquot;.