لافتة تطالب بإقالة العادلي
نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أنباء متواترة في مصر على نحو واسع ـ لم يتسن التحقق من صحتها رسمياً حتى الآن ـ تتوقع اتجاه القيادة السياسية إلى إعلان إقالة حبيب العادلي وزير الداخلية المصري خلال ساعات، وتشكيل مجلس أمني رفيع المستوى يضم ممثلي كافة أجهزة الأمن في البلاد ويرأسه عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، لمواجهة سلسلة التفجيرات الإرهابية التي تشهدها البلاد على مدى اليومين الماضيين، فقد ألقى العادلي اليوم بياناً عن تفجيرات سيناء في مجلس الوزراء، ثم عاد لمكتبه بوزارة الداخلية وسط أجواء قاهرية يخيم عليها الترقب بانتظار قرارات من الرئيس المصري خلال الساعات القليلة القادمة .

ولم يحضر حبيب العادلي وزير الداخلية ال

إقرأ أيضا

انفجاران انتحاريان بالقوة الدولية في سيناء

هجوم انتحاري يهز سيناء

إسرائيل: الدلائل تشير للقاعدة في تفجيرات دهب

عبوات موقوتة وتنظيم إرهابي وراء التفجيرات

نحو 100 قتيل وجريح في تفجيرات بسيناء

إسرائيل تعلن حالة الطوارئ بعد تفجيرات سيناء

يد الارهاب تضرب دهب مصر

إسرائيل تستنفر تحسبا لسقوط إسرائيليين بسيناء

الأمن المصري يواجه المجهول الإرهابي

مبارك: المسؤولون عن الحادث سينالون جزاءهم

القتلى 35 والمصابون 200 أغلبهم مصريون

تصريحان متناقضان حول ضحايا المنتجع

مصري اجتماعا أجراه الرئيس المصري حسني مبارك يوم أمس مع عدد من الوزراء لمناقشة تداعيات التفجيرات بمنتجع دهب، وكان العادلي قد تولى منصبه في أعقاب مذبحة الأقصر التي لقي فيها عشرات السياح الأجانب مصرعهم عام 1997، حين أقيل اللواء حسن الألفي وزير الداخلية السابق على إثرها .

وعودة إلى تفجيري سيناء الانتحاريين اليوم، إذ أعلن مصدر أمني مصري أن إنفجارين انتحاريين وقعا صباح اليوم الأربعاء في شبه جزيرة سيناء المصرية، ونفت وزارة الداخلية وقوع اعتداء ثالث على كمين للشرطة في مدينة بلبيس التابعة لمحافطة الشرقية ، كما نفت أيضاً إصابة أي من عناصر القوات متعددة الجنسيات في الهجمات الانتحارية التي وقعت اليوم الأربعاء في سيناء .

ومضى المصدر الأمني قائلاً إن الانفجار الأول في شمال سيناء وقع بالقرب من مطار quot;الجورةquot; الذي يضم قوات المراقبه الدوليه متعددة الجنسيات العامله في شبه جزيرة سيناء، الذي يبعد نحو 30 كيلومترا من نقطة عبور الحدود المصرية الاسرائيلية، موضحاً أن هذا الانفجار وقع في العاشرة بتوقيت القاهرة، حين فجر انتحاري نفسه في سيارة للقوات الدولية العاملة في سيناء، بينما فجر الانتحاري الثاني الذي كان يستقل دراجة هوائية نفسه عند مرور ضابطين مصريين في طريقهما الى موقع الهجوم الاول للوقوف على تفاصيل ما حدث هناك .

وبينما نفت وزارة الداخلية إصابة اي من أفراد القوات الدولية في سيناء، فقد سبق أن تحدثت أنباء صحافية عن إصابة اثنين من أفراد القوة متعددة الجنسيات.من جانبه قال محافظ شمال سيناء اللواء أحمد عبد الحميد إن أجهزه الأمن انتقلت إلى موقع الانفجار وفرضت طوق أمنياً على منطقة الانفجار والطرق المؤدية إليها، ويجري التعرف على جثتي الانتحاريين المفترضين .

الرواية الرسمية

غير أن بيان وزارة الداخلية المصرية تبنى رواية أخرى قال فيها إنه أثناء عودة أحد ضباط الجوازات من مطار الجورة قبل ظهر اليوم ، حيث كان يقوم بإنهاء إجراءات سفر عدد إثنين من القوة متعددة الجنسيات، شاهد أحد الأشخاص يحمل عبوة وقد إنفجرت فيه أثناء عبور السيارة التى كان يستقلها ولم تحدث ثمة إصابات بين الضابط ومرافقيه سوى تهشم زجاج السيارة .

ومضى بيان الداخلية قائلاً إنه أثناء توجه ضابطين من مديرية أمن شمال سيناء لفحص البلاغ حاول أحد الأشخاص من البدو يستقل دراجة هوائية، اعتراض سيارة الضابطين بعبوة انفجرت فيه وتوفي على إثرها ولم تحدث أى آثار لإنفجارها .واختتم البيان مشيراً إلى أن قوات الشرطة تقوم بمتابعة إجراءات البحث وفحص ملابسات الحادث وتمشيط المنطقة وإتخاذ الإجراءات التأمينية اللازمة .

من جهة أخرى تحولت فرضية القنابل الموقوتة لدى أجهزة الأمن المصرية إلى سيناريو جديد نفذت به التفجيرات الثلاثة التي استهدفت منتجع دهب السياحي قبل يومين واوقعت 18 قتيلاً، وهو التفجير الانتحاري، وقد القت قوات الامن المصرية القبض على نحو 30 شخصا في إطار التحقيق في تلك التفجيرات كما اعلن ذلك مصدر في وزارة الداخلية المصرية اليوم الاربعاء .

وكشف مصدر في شمال سيناء عن أن تفجيرات دهب نفذها ثلاثة انتحاريين مستخدمين حقائب جلدية في إخفاء المتفجراتrlm;,rlm; التي أدت إلى تناثر أشلائهمrlm;,rlm; وعثر على بطاقة شخصية في موقع التفجير تحمل اسم عيد عطا سليمانrlm;,rlm; ويجري استخدام تقنيات البصمة الوراثية لمضاهاتها ببصمات أسرتهrlm; .

وكانت مصادر امنية قد كشفت يوم أمس الثلاثاء عن اعتقال عشرة مصريين بينهم ثلاثة فنيين كمبيوتر كانوا وصلوا من القاهرة الى دهب عشية الاعتداءات ثم غادروها بعد اقل من ساعة .

وأشارت ذات المصادر إلى أن كلاً من : مأمون فاروق محمد، وعلي كريم، وماجد علي محمود، وصلوا الى دهب في سيارة تحمل لوحة تسجيل مغايرة للوحة السيارة التي كانوا يقودونها لدى خروجهم من المدينة، وتم استيقافهم في طريق عودتهم عند حاجز لقوات الأمن في وسط شبه جزيرة سيناء وكانوا يحملون بطاقات إثبات شخصية مزورة .

سلسلة تفجيرات سيناء

وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض لها منطقة تمركز القوات الدولية لتفجيرات، إذ سبق وتعرضت لاعتداء بالقنابل في آب (أغسطس) من العام الماضي 2005 حين ألقيت شحنة ناسفة على عربة تابعة لقوة المراقبين المتعددة الجنسيات في الجورة، واصيبت اثنتان من العسكريين الكنديين بجروح طفيفة.

تجدر الإشارة إلى أن معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 تنص على وجود قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام في شبه جزيرة سيناء المصرية .وشهدت مناطق سياحية في سيناء سلسلة تفجيرات وقعت في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2004 بفندق هيلتون طابا، ومخيمات البادية ووادي القمر بمدينة نويبع شمال سيناء، والتي أسفرت عن مصرع 34 شخصا من بينهم تسعة مصريون، وإصابة آخرين من بينهم 24 مصريا و124 إسرائيلياً، فضلاً عن إحداث تلفيات هائلة في الممتلكات .

كما شهد منتجع شرم الشيخ الساحلي تفجيرات دامية يوم الثالث والعشرين من تموز (يوليو) من العام الماضي 2005، أودت بحياة ما يزيد على ستين شخصا فضلاً عن إصابة العشرات .

قصة قوات السلام

ويقول اللواء أركان حرب (متقاعد) طه المجدوب، وهو أحد الخبراء المصريين الذين شاركوا في مفاوضات السلام مع إسرائيل، إنه على الرغم من أن القوة المتعددة الجنسيات في سيناء أقرب منها إلى المدنية من العسكرية، إلا أنها تعد رمزا مهماً لرعاية عملية السلام بين البلدين .

ويستعرض اللواء متقاعد محسن حمدي، قصة مصر مع قوات الفصل الدولية، بينها وبين اسرائيل، قائلاً إن ذلك حدث للمرة الاولى بعد حرب 1956، حيث تم تشكيلها من قبل الأمم المتحدة، وللمرة الاولى يتم استخدامها في العالم، وظلت حتى قيام القاهرة برفض وجودها عام 1967، ثم إعادة تشكيلها من خلال تنفيذ اتفاقية الفصل الأولى بين مصر واسرائيل بعد حرب 1973 ثم في اتفاقية الفصل الثانية, وكانت مصر اقترحت إنشاءها من الأمم المتحدة، ووافق عليها هنري كيسنجر وزير الخارجية الاميركي حينذاك .

وأشار اللواء حمدي، الذي رأس وفد مصر خلال مفاوضات القوة، الى وجود الكثير من الصعوبات التي هددت تشكيل القوة المتعددة الجنسيات، حيث أرادت اسرائيل وأميركا أن تقوم قوات حفظ السلام بتفتيش السفن التي تمر عبر مضيق شرم الشيخ, وبالطبع رفضت مصر، وأكدت أن هذه المياه إقليمية وتحت سيادتها فقط, ثم اقترحت اسرائيل أن تقوم القوة المتعددة الجنسية بتفتيش المواقع القريبة من نقاط المراقبة، لكن القاهرة رفضت واستطاعت تخفيض البنود التي وضعتها أميركا لتصبح هذه القوات من 46 الى 25 فقط

واضاف أنه في شهر آب (أغسطس) من العام 1980، تم توقيع الاتفاق النهائي لتشكيل القوات التي تشارك فيها 11 دولة، وتعمل بشكل مستقل وتكون مهمتها مراقبة الحدود بين البلدين، اعتبارا من خليج شرم الشيخ وحتى رفح .