عاصمة تغرق في الظلام ولا تتوقف عن السهر
ليل بيروت ينتظر عودة الطيران الحربي

سمير عيتاني من بيروت: ليل بيروت ليس كنهارها، تزدحم العديد من الشوارع في بيروت بشطريها، الغربي (ذات الاكثرية الاسلامية) والشرقي (ذات

اقرأ أيضا

أولمرت: لقد تغير وجه الشرق الاوسط ولا لوقف إطلاق النار

القمة الروحية في بكركي تحقق نصف استقلال لبنان

اسرائيل تتوغل من 4 محاور وأنباء عن مقتل 400 من حزب الله

المعلم : اسرائيل تنوي لتوسيع العدوان ليشمل سورية

سعوديات يطالبن بوقف الحرب الاسرائيلية في لبنان

الاتحاد الاوروبي يفشل في الدعوة لوقف فوري لاطلاق النار

الاغلبية المسيحية)، طوال النهار يستمر الزحام الذي يعطي انطباعا بان الحياة الطبيعية تسير هنا على قدم وساق، الا ان الواقع امر مختلف. الشوارع نهارا: يمكن ملاحظة ان العدد الكبير من السابلة والمارة والسيارات العابرة هي بأغلبها ليست تلك التي اعتادت غزو شوارع العاصمة اللبنانية كل يوم، انها سيارات للاجئين، ونساء واطفال ورجال لاجئين من جنوب لبنان ومن ضاحية بيروت التي كانت تشكل أكثر النقاط اكتظاظا سكانيا في البلاد قبل الحرب على لبنان.

وفي وسط بيروت، الذي يصله بالضاحية الجنوبية طريق سريع يؤدي الى المطار الدولي المغلق امام الملاحة الدولية بعد ضربه لعدة ايام من قبل الطائرات الحربية الاسرائيلية، في وسط بيروت تتوقف الحياة نهائيا، ليلا ونهارا، الشركات الدولية التي تمتلك مكاتب لها هنا اغلقت ابوابها ونقلت اعمالها الى دول اكثر امنا، الشركات الصغيرة فضلت تأجيل تصريف الاعمال في بلد توقفت حركته الاقتصادية، والمطاعم واماكن السهر اغلقت بعد ان منت نفسها بموسم سياحي ملتهب.

ويمكن ان يسبب مشهد وسط بيروت، الذي شكل رمز ارادة السلام في لبنان، حالة فزع حقيقية في انغلاقه على نفسه ليلا، وانتشار القوى الامنية في محيطه، منعا لاي اعمال شغب، ولحماية مجلس النواب في وسطه، ولمنع تكرار تحويل مبنى quot;الاسكواquot; التابع للامم المتحدة الى مكسر عصا وquot;فشة خلقquot; كما حصل صبيحة مجزرة قانا.

وعدا الانتشار الامني فان وسط بيروت كان ليلة امس ساحة للاشباح، كان الليل هو ليل وقف لاطلاق النار، الا ان لا محال تجارية ولا مطاعم ولا اماكن سهر في وسط بيروت فتحت ايا من ابوابها، وساهم في تحويل المنطقة الى ساحة للاشباح انقطاع تام للتيار الكهربائي عن كل مناطق بيروت لاسباب لم تعرف.

الاشرفية، الوسط المسيحي المكتظ، يمكن ان يشكل ملاذا للهاربين من ليل بيروت واخبار القصف وانباء الموت المتواترة من الجنوب ومن البقاع وطريق بيروت ndash; دمشق، ويمكنه ان يشكل ملاذا لحياة اعتادها اللبنانيون، الا انه ليل امس كان الظلام الدامس مكسور بنور بضعة اماكن يسهر فيها عادة اللبنانيون والسياح، هذه الاضواء الفضل فيها لمولدات كهربائية غير شرعية، حيث سبق ان منعتها بلدية بيروت عن العمل في فترة السلم، الا انها اليوم عادت للعمل بتجاهل رسمي.

هذه المولدات التي يمكن سماع اصواتها ليلا في كل شوارع العاصمة، تمد المنازل وبعض المدارس والمحال التجارية التي تتحدى الاعمال الحربية بالنور، وشكلت ليل امس الاضاءة الوحيدة المتوافرة في عتمة الحرب.

الطائرات الحربية الاستطلاعية (أم كا) سمعت ليل امس في سماء الاشرفية، تماما كما سمعت في سماء الضاحية الجنوبية، الا انها لم تؤثر في من اراد السهر اي رد فعل يذكر. علما ان اكثر المحال التجارية بما فيها المطاعم والملاهي فضلت الاغلاق ابكر مما اعتادت.

نازحون من الجنوب اللبناني
وفي شوارع الاشرفية نهارا يشغل الزحام الحيز الاكبر من الشوارع، الا انه ومع التدقيق تجد ان الزحام يتركز على محطات الوقود، وفرق الاغاثة التي توزع حصصا تموينية على اللاجئين في المدارس. وحين تحدق في المحال التجارية تكتشف ان الحركة التجارية تكاد تكون معدومة، رغم اعلان اغلب المحال التجارية عن تنزيلات مبكرة في الاسعار لتصريف ما كدسته بانتظار الموسم السياحي المتوقع.

ويكثر المبيع في المحال التي تبيع مواد تموينية او مواد رئيسة وحيوية كما تكثر في المحال التي انقلبت لتبيع مياها وخبزا بعد ان كانت محال خضروات وغيره.

في غرب العاصمة اللبنانية حركة المشاة اكثف بما لا يقاس نهارا، الا انها تخف تدريجيا مع الليل، يفضل اللبنانيون في العاصمة السهر في منازلهم، ويتوقعون الاسوأ، وفي غرب بيروت لا يعني وقف الطلعات الجوية للطيران الاسرائيلي الكثير، فسكان هذه العاصمة يشكون في التعهدات والاتفاقات مع الاسرائيليين، عند التاسعة ليل امس خلت الشوارع من السابلة، والليلة ومع انزياح الشمس نحو المغيب بدأت تنخفض حركة السير والسابلة، وخاصة في شوارع لطالما كانت تحيي الليل والنهار مثل شارع الحمراء.

وان كانت العاصمة غرقت في ظلام دامس ليل امس، فانها الليلة تغرق منذ اللحظة في توقع الاسوأ مع انقضاء زمن وقف طلعات الطيران المعلن. الا انه في لبنان، وخاصة في بيروت لا تعدم ان تجد وفي العديد من المناطق المعروفة شبانا يسهرون، في ملاه ليلية، يشربون، وبعضهم يناقش خطط الاغاثة التي انغمس حزبه او تياره السياسي فيها، ويتابعون هذه المرة على شاشات التلفزة الكبيرة اخر الاخبار على الاقنية الفضائية، وان اختلفوا في التوجه الا انهم قلما يختلفون في اسلوب الحياة.