رفح المصرية تحولت إلى سوق حرة هائلة خلال ساعات
مبارك: سمحنا للفلسطينيين بشراء إحتياجاتهم والعودة

بسام الشكعة رئيسا للمؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق

ليفني مواصلة الإجراءات في غزة رغم الانتقادات

بدء جلسة مجلس الأمن الطارئة حول الوضع في غزة

متظاهرات فلسطينيات يحاولن إقتحام بوابة معبر رفح المصرية.. وردود فعل على الحصار

إسرائيل بدأت تخفيف حصارها على غزة اليوم

قادة من الجيش يطلبون من أولمرت تحمل مسؤولياته

مجلس الامن يعقد إجتماعا عاجلاً حول غزة

نبيل شرف الدين من القاهرة: في تصريحات أدلى بها على هامش افتتاحه لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، قال الرئيس المصري حسني مبارك إن القوات المصرية في معبر رفح سمحت اليوم الأربعاء للفلسطينيين بالدخول الى الجانب المصري، لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية نظرًا لنقص الغذاء في قطاع غزةquot;.
ومضى الرئيس المصري قائلاً إنه طالب الجهات المختصة بالسماح لهم بشراء احتياجاتهم الأساسية والعودة مرة أخرى إلى غزة، طالما أنهم لا يحملون أي أسلحة أو ممنوعات أخرى، لافتًا إلى أنه اصدر توجيهاته إلى الحكومة quot; بتقديم كافة المعونات الغذائية، بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الأهلية الراغبة في تقديم المساعدة quot;.

ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم الأربعاء، بدا المشهد بالغ الغرابة في مدينة رفح المصرية، فهذه المدينة التي تعد آخر نقطة مصرية على الحدود مع غزة وتشبه نظيراتها من المرافئ المنيعة، التي تبدو بعيدة المنال على الرغم من كونها لصيقة جغرافيًا، لكنها السياسة والصراعات التاريخية التي تعشش داخل العقول والأفئدة، على نحو يصعب معه التنبؤ بقرب التصالح بين السياسة والجغرافيا .

وما حدث صباح اليوم أن سلسلة من الانفجارات دوت في الجدار الإسمنتي الفاصل بين الحدود المصرية وقطاع غزة، الأمر الذي تسبب في تصدعات هائلة في الجدار، وعبر تلك الثقوب والفتحات إندفع عدد هائل من أهالي غزة، قدرتها مصادر محلية في رفح ـ أجرت (إيلاف) اتصالات هاتفية معهم ـ بنحو مئة ألف شخص، فضلاً عما استتبع ذلك من اندفاع مئات السيارات والشاحنات، سعيًا لحمل أكبر كمية ممكنة من السلع الغذائية والأدوية، والملابس والمعدات، والبنزين والسجائر والبطاطين والمفروشات والأسمنت، وحتى المخدرات أيضًا وباختصار كل شيء يمكن حمله من رفح المصرية، إلى حاضرة شمال سيناء (العريش)، التي تحولت بدورها إلى سوق حرة هائلة، لم تنشأ بقرار رسمي، بل بحكم الواقع وأحوال الحصار وتداعياته .

وساد لساعات طويلة صمت في القاهرة الرسمية فلم تصدر ثمة بيانات أو تصريحات من قبل مسؤولين في الخارجية المصرية أو غيرها، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه يتعلق بتردد المسؤولين في الإقدام على تعليقات قبل تقييم الموقف من قبل مؤسسة الرئاسة المصرية وهو ما حدث بالفعل حين أدلى مبارك بتصريحاته على هامش افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب .

ردود الفعل
وفي القاهرة فرضت قوات الأمن المصرية حصارًا مشددًا على مقر جامعة الدول العربية في ميدان التحرير وسط القاهرة من خلال كردونات أمنية في كافة الشوارع المؤدية لمقرِّ الجامعة لمنع متظاهرين من المشاركة في المظاهرة التي دعت إليها عدة قوى سياسية معارضة من شتى المشارب عمومًا، وعلى نحو خاص من قبل اليساريين والقوميين ونشطاء جماعة quot;الإخوان المسلمينquot; .

وفي القاهرة أيضًا عقد السفير محمد بدر الدين زايد، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، اجتماعًا صباح اليوم الأربعاء مع كل السفراء العرب المعتمدين لدى القاهرة، وعقب اللقاء إكتفى بدر الدين بالقول إنه كان quot;مجرد إجتماع دوري لتقديم عروض بالتطورات هنا وهناك، وتقييم للأوضاع الاقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وكذلك تطوير نهج العمل بين مصر والدول العربية على الصعيد الثنائيquot;، حسب لغته الدبلوماسية .

وبعد انتقادات دولية واسعة، حذرت من وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة، وإثر اتصالات أجراها الرئيس المصري ورئيس السلطة الفلسطينية، مع كل من رئيس الوزراء ووزير الدفاع في إسرائيل، فقد خففت حصارها بمد القطاع بنحو 360 الف لتر من المازوت مخصصة لمحطة توليد الكهرباء الرئيسة فيه .
ووصفت منظمات حقوقية عربية ما يجري في قطاع غزة بأنه quot;حرب إبادة جماعية مفتوحةquot;، وناشدت المنظَّمات العربية نظيراتها الدولية والصليب الأحمر الدولي والبرلمان الأوروبي الضغطَ على إسرائيل لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، مستهجنةً ما وصفته بـ quot;الصمت المريب للمجتمع الدوليquot; .

أما في إسرائيل فقد نقلت صحيفة (هاأرتس) عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها quot;إن اسرائيل تنوي الإبقاء على إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة بصفة دائمة باستثناء مايستلزمه الأمر لما أسمته quot;احتياجات انسانية للطوارئ فقط،، لكن طالما استمرت الهجمات الصاروخية فلن يكون هناك وضع يسمح بدخول مئة شاحنة يوميًا إلى القطاعquot; .

كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية الى أن العقوبات المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة لم تؤدِّ إلى إنهاء الهجمات الصاروخية، ونسبت إلى مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها إن quot;الوضع لم يتطور في الايام الاخيرة على النحو الذي كنا نريده تحديدًاquot; .