"شتاء بيروت" السلمي يثير مخاوف الطوائف
حركة تسلح بين اللبنانيين بدوافع متناقضة

فداء عيتاني من بيروت: كل مرة تلتقي بأحد مسؤولي المعارضة يشدد أمامك على "سلمية التحرك" كمنهج لا رجوع عنه لـ"شتاء بيروت" الذي يدخل يومه الثامن عشر، إلا أن الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية تشهد على شيء آخر، بين شبان ربما كانوا أطفالًا حين انتهت الحرب الأهلية في لبنان (1975- 1990) أصبحوا الآن يحملون أسلحة رشاشة وينقلونها بشكل سري إلى منازلهم الفقيرة، أسلحة ربما لا يجيدون استخدامها أو أنهم سمعوا من الأكبر سنًا منهم الذين تورطوا في الحرب الماضية أساليب استعمالها.

الطابع السلمي لـ"شتاء بيروت" التي يصر عليها المعارضون هي طريقة وحيدة لوصول التحرك إلى حالة من النجاح في تحقيق مجموعة مطالبه التي حددتها المعارضة المتنوعة، من استقالة مسؤولي الأجهزة الأمنية إلى الانسحاب السوري قبل إجراء الانتخابات النيابية المقبلة، ويقف أحد الشبان الذين يعملون في تنظيم التحرك ميدانيًا، ويقول "فكر بأوكرانيا هذه هي أوكرانيا أخرى" في إشارة إلى التحركات السلمية التي خاضها الأوكرانيون، وهي ربما تكون الإشارة التي أعطاها رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري إلى السفير الإيراني في باريس كما تقول مصادر المعارضة، حيث قال له "سورية ليست أقوى من روسيا و(الرئيس السوري بشار) الأسد ليس أقوى من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

إلا أن المثال الأوكراني ينطبق تمامًا على لبنان المقسوم طائفيًا بحدة، تخاف الطوائف هنا من بعضها عند كل اهتزاز للنظام السياسي، يسأل الكل من الذي سيحكم لبنان، البعض يخاف على دور طائفته في الحكم، والبعض الآخر يسعى إلى تحسين دور طائفته في النظام، والكل – ودائمًا الكل – يرى في الخارج داعمًا لتحركه أو لمصالحه، غاضًا البصر عن مصالح الخارج في تدخله بلبنان لدعم هذه الطائفة بمواجهة تلك.

الطوائف الخائفة عادة ما تلجأ إلى التسلح، اقتناء السلاح والتدريب عليه وعلى أساليب القتال، عبر أحزاب هذه الطوائف، وهو ما يستدعي ردة فعل من الطوائف الأخرى، التي تتسلح للدفاع عن مكتسباتها وعن نفسها، وهكذا يصل التسلح بين طوائف لبنان إلى الأسنان ويكفي أي قرار إقليمي أو دولي أو أية عملية اغتيال أو غيره لإشعال معارضة طائفية، وأحيانًا حروب أهلية على مطالب غامضة تبحث عن تعبيرات سياسية "إعرف عدوك" لتضع أي طرف سياسي كعدو مفترض، بينما تسعى إلى تحسين ظروفها في الحكم الداخلي بلبنان.

هذه المرة لم يختلف الأمر، مع مقتل رفيق الحريري في 14 من شباط (فبراير) الماضي، ففي حين كانت المعارضة تبدأ برسم معالم "شتاء بيروت" وهي تتبع حركة الناس وغضبها وحزنها على الاغتيال، وتستثير حسها الوطني، ويحاول رموز هذه المعارضة توحيد أعلام المعارضة بالشعار الوطني وبالألوان المميزة لعلم الدولة اللبنانية: الأحمر والأبيض، الذي التف على أعناق كل النواب المعرضين وأعناق شبان وشابات ورجال ونساء لبنان، في حين كانت هموم المعارضة هي في رسم مسار سياسي لها، كانت بعض الأحزاب والميليشيات التي لها دور في الحرب الماضية، أو التي فقدت أدوارها خلال هذه الحرب تطرح أمام أنصارها الأسلحة الخفيفة وتوزعها عليهم دون مقابل.

اليوم التالي لمقتل رفيق الحريري كان ثمة مجموعة من الشبان في أحد شوارع العاصمة التي تعرف بكثافتها الإسلامية، أحد هؤلاء كان يحمل بندقية حربية حديثة، ويحمي مجموعة من رفاقه الذين يشعلون إطارات السيارات احتجاجًا على مقتل رفيق الحريري، هذه المجموعة من الشبان تعود للظهور المسلح بعدها بأسبوعين، مخترقة شوارع المنطقة التي تقطنها بسلاحها الكامل، هذا السلاح ظهر فجأة، وبعد أن كان مساهمًا في "حماية الحزن" على مقتل رفيق الحريري تحول إلى "منع الموفد الأميركي من العبث في المناطق الإسلامية"، فمن أين أتى ومن هم حملته؟

في منطقة سنية أخرى أيضًا، يسأل أحد الضباط النظاميين في جهاز أمني محلي مسؤول ميليشياوي سابق "هل أنتم بحاجة إلى أسلحة فردية؟" والأسلحة الفردية هي المسدسات والبنادق الرشاشة التي تشكل عماد أي حرب شوارع، "طبعًا" يقول المسوؤل الميليشياوي، قبل أن تبدأ بعدها عملية توزيع للأسلحة على عناصر من السنة في هذه المنطقة البيروتية.

في مجلس خاص يشير أحد المسوؤلين السياسيين في السلطة إلى حالة التسلح بخوف حقيقي، "الجميع يتسلح، الكل اليوم يخزن الأسلحة، الله يعلم ما الذي يريده الناس بالسلاح"، المسؤول السياسي الرسمي يتحدث عن ابتعاد السلطة الرسمية في لبنان عن حالة الشارع اللبناني "لا قرار لا في مجلس الوزراء ولا لدى القوى الأمنية العلنية في استنفار أية جهة"، يتابع قبل أن يبدي خشية على الاستقرار الأمني في البلاد التي عرفت مرحلة من الثبات حتى خلال الاجتياحات الإسرائيلية النارية للبنان (في العامين 1993 و1996) كما خلال الانسحاب الإسرائيلي الذي تمت السيطرة على مضاعفاته الأمنية من قبل حزب الله بشكل خاص.

وفي حين يتهم البعض هذا الحزب، الذي قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي بقوة السلاح والمقاومة، بتوزيع السلاح على أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، إلا أن كل المعلومات المتوافرة من الشارع والميدان لا تفيد بأي تورط للحزب في هذه الحملة الحالية، بل كلها تفيد بانسحابه من هذا الجو، وإن كان يحتفظ بسلاحه، الذي يشمله القرار الدولي الرقم 1559، ويطالب بسحبه من الحزب، فان الإجماع اللبناني بما في ذلك أركان المعارضة وأطرافها المسيحية لا تجد في سحب سلاح المقاومة "أولوية ملحة"، وبالعكس من ذلك ثمة أطراف أخرى تسلح الشارع الشيعي، وهو ما كاد يؤدي إلى مجزرة في الليلة التالية لمقتل رفيق الحريري حيث حصل ظهور مسلح في منطقة ذات كثافة شيعية بعد أن هاجم شبان من السنة الغاضبين محالًا تجاريًا مملوكة لتاجر شيعي معروف.

كل هذه الأجواء تدعم الكلام عن الخوف إلى الواجهة، "والجبل أليس مسلحًا؟" يسأل أحد رجال السلطة في لبنان، "الجبل مسلح ويتسلح" يضيف، وعبارة الجبل اليوم تختزل الطرفين الموجودين بقوة في المعارضة أي وليد جنبلاط والقوى المسيحية، وإن كانت الأطراف الطائفية كلها تتسلح، فان ثمة من يوزع السلاح، أو يخرجه من مخابئه التي نام فيها طوال فترة "السلم الأهلي".

في مكان ما في لبنان هناك من يوزع الأسلحة تحسبًا للمرحلة المقبلة، تحسبًا لمرحلة "قد يضطر فيها طرف أو أكثر إلى اللجوء للدفاع عن أنفسهم" هذا الموزع للسلاح يثير حركة مضادة من الطوائف الأخرى، التي سرعان ما ستتسلح بحال تابعت الأمور سيرها على هذا المنوال، وعندها على القيادات الشابة للمعارضة توديع "أوكرانيا" وتوديع "التحرك السلمي الذي يؤسس للبنان جديد".

بيروت تتمنى ان يجد حديث الرياض آذاناً صاغية
الاميرعبدالله تحدث مع الرئيس الاسد بحزم وصراحة

معارض ينفي تصريحا نسب له

الانسحاب السوري من لبنان
أميركا ترقص تناغمًا مع بيروت
اتفاق بالسعودية على تطبيق الطائف
الأسد بوضع صعب بعد شتاء بيروت
الأسد بوضع صعب بعد شتاء بيروت
الأسد يعد بالإنسحاب خلال أشهر
المعارضة غير معنية بالحكومة بل بتنفيذ مطالبها
باب المعارضة اللبنانية مغلق
سويسرا ترسل 5 خبراء إلى بيروت
شتاء بيروت واللاجئون الفلسطينيون
مصادر بريطانية: الأسد يخشى الداخل إذا انسحب

استقالة حكومة كرامي
استقالة حكومة كرامي والصحافة العربية
مواقف سياسيين من استقالة الحكومة اللبنانية
آلية تشكيل الحكومة اللبنانية وفق الدستور
أميركا وفرنسا تدعوان الى تطبيق ال 1559
توتر في طرابلس بعد إستقالة كرامي
رايس وبارنيه يدعيان سورية للانسحاب
لا خوف على الليرة اللبنانية
الخطوات المقبلة للمعارضة اللبنانية
المعارضة اللبنانية تسترخي
واشنطن: أحداث لبنان فرصة
كلمة النائبة بهية الحريري
كلمة النائب مروان حمادة
بيان استقالة كرامي

بعض ما نشرته الصحف من مقالات في أعقاب استقالة حكومة كرامي
حكومة الأقنعة تسقط في الشارع!؟
عصام الجردي: سوريا ليست في منأى عن هزة تصيب
سعد الدين إبرهيم: خمس شبهات ضد النظام السوري

الشارع يسقط كرامي ثانية
المناطق معزولة وبيروت جزيرة أمنية
سلسلة بشرية تطالب بخروج سورية
أوامر انسحاب سورية لم تصل بعد
شوارع لبنان ازدانت بالأعلام
كرامي: إتهام الحكومة ظلم
رحيل الحكومة اللبنانية
سورية بدأت الانتحارمع التمديد للحود
الليلة الثامنة: السهر ضمن انتفاضة مخملية